التسمية
يطلق عليها [ الإحيائية – الكلاسيكية – الإتباعية ] وسميت بذلك ؛ لأنها أحيت الشعر تشبيها للشعر الضعيف الذي بدأ ينهض بالجسم الهامد فنهض به أتباع هذه المدرسة ، وبدأت تدب فيه الحياة ، والإتباعية لأنها تتبع القديم وكان البـارودي يجمع بين الأصالة والتجديد ، وكـان مقلـدا في تجديده
رائد هذه المدرسة هو [ محمود سامي البـارودي ] [ 1838 – 1904 ] الذي أحس – كغيره - من معاصريه بالوعي بعظمة مصر والتراث العربي في مواجهة العناصر الوافدة الدخيلة ، ورأي أن الشعر الجيد يكمن فيما قبل عصور التخلف والجمود ، تحت وطأة المماليك والعثمانيين فاتجه إلى ذلك التراث العربي .
العوامـل التي ساعدت البارودي على الارتقاء بالشعر
q موهبته الشعرية والفطرية
q اطلاعه على التراث العربي في عصور ازدهار
qالإيمـان بعظمة الأمة ولغتها
q تجاربه العميقة من خلال المعارك الحربية والمنفى
q اتقانه اللغات التركية والفارسية والانجليزية .
لقد كان صنيع البارودي مع الشعر كمن أعاد الحياة لمن سلبها ، ورد النبض لمن فقده ، حيث ارتقى بالشعر وصعد به من مكان منحدر إلى أعلاه .
أولا : في الأسلوب :
1- أعـاد للشعر فصاحته
2– ابتعد عن تكلف البديع بل اتجه إلى السهولة
3- ارتقى بالكلمة والعبارة من الضعف والابتذال إلى صحة التركيب وقوته ، والعناية بالأسلوب وجماله
4- انتقل من التعقيد والغموض إلى السهولة والوضوح .
يقول البارودي :
أحييتُ أنفاسَ القريض بمنطقي v وصرعت فرسان العجاج بلهذمي
ثانيا : في الموضوع :
1 - نوع الموضوعات وابتعد عن التكرار والجدب والسطحية .
2- عبرعن القضايا القومية وقضايا الإنسانية
3 – انتقل من الأمور التافهة إلى الأمور العامة فكان يصف الطبيعة والحروب .
فهو يشكو زمنه ومن حوله من المنافقين :
أنا من زمــان غادر ومعاشر v يتلونون تلون الحربـــاء
ثالثا : في الخيال :
1- انتقل بالخيال من الضيق والسطحية إلى التحليق في سماوات الشعر وأجنحة التصوير
2- جعل الاستعارات والكنايات والتشبيهات لوحات فنية مثل قوله :
تعرض لي يومـا فصورت حسنه v ببلورتي عيني في صفحة القلب
رابعا: في العاطفة :
انتقل بالعاطفة من الجفاف والبرودة إلى الحيوية ووصدق المشاعر
خامسا :الموسيقى:
1- 1-حافظ على الوزن والقافية
2- اهتم بالموسيقى ذات الرنين الأخاذ
موقف البارودي من الشعراء السابقين
استعاد البارودي جزالة شعره من التراث ، محافظا على قالبه وبعض خياله ،و أضاف عليه من حياته وروح عصره . وقلد البارودي القدماء ولكن تقليده جاء نابعا من روح المنافسة ويتمثل تقليده في :
1- تقليده للشعراء : اتجه للمحاكاة والمعارضة للشعراء القدماء في مختلف العصور وانصرف عن محاكاة الشعرء في العصر المملوكي والعثماني وذلك لضعف الشعر في تلك الفترتين .
واعتمد البارودي في محاكاته للشعراء على :
C نقاء ذهنه
C قراءته وحفظه
C تتلمذه على يد حسين المرصفى.
[ قال البارودي محاكيا المتنبي ]
فلا تثق بوداد قبل معرفة v فكالكحل أشبه في العينين بالكحل
قال المتنبي :
لأن حلمك حلم لا تكلفه v ليس التكحل في العينين بالكحل
لقد كان البارودي رائدا لمدرسة الإحياء والبعث التي سيطرت على الذوق قرابة قرن من الزمان وأهم أنصارها :
في مصر : إسماعيل صبري ، وعائشة التيمورية ، وأحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ؟
في العراق : محمد رضا الشبيني ، وعبد المحسن الكاظمي ، والزهاوي والرصافي .
في سوريا : شكيب أرسلان . وأعقبهم [ على الجارم – وعزيز أباظة – ومحمود غنيم ]
الخصائص الفنية لمدرسة الإحياء والبعث
1- مجاراة القدماء في تقاليد القصيدة ، بانتقالها من غرض إلى غرض ، والبدء بالغزل وتعدد الأغراض .
2- قيام القصيدة على وحدة البيت بحيث يكون البيت وحده أو مع بضعة أبيات مستقلا عن سائر أبيات القصيدة
3- العناية بالأسلوب وبلاغته ، وروعة التركيب ، وجلال الصياغة الشعرية وبهائها ، وانتقاء اللفظ واختياره
4- غلبة الجانب البياني على الجانب الفكري والوجداني .
5- محاكاة القدماء في موضوعاتهم [ مدح – غزل – رثاء – فخر – هجاء ]
6- اقتباس المعاني والأخيلة والصور والموسيقا
7- خطاب الصاحبين على عادة القدماء
التجديد عند شعراء البعث
1- الانفتاح على الثقافة الغربية عن طريق العائدين من الخارج أو قراءتهم للأدب المترجم .
2- النضال الوطني الذي عمق الوعي بتراث الأجداد وعظمة ماضيهم العريق .
3- الإيمان بفكرة الجامعة الإسلامية التي نادى بها الإمام محمد عبده والأفغاني .
4- موقفهم من الأحداث التي طرأت على الأمة ومن أهمها موقفهم من القصر الحاكم وجوانب الإصلاح .
5- الموقف من الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
6- حرية الصحافة
7- وحدة الأمة
مظاهر التجديد عندهم :
1- التعبير عن التجارب الشعرية الذاتية الصادقة
2- ظهور أغراض جديدة [ الشعر السياسي – الوطني ....]
3- معالجة مشكلات العصر و التعبير عن القضايا القومية والاجتماعية [ المرأة – الصحافة]
4- رسم الصور الكلية
5- التعبير عن الغيـر ( الجماهير )
6- الجمع بين اتجاهين [ الأخذ من التراث – والالتفات إلى ثقافة العصر ]
7- سهولة الأسلوب بسبب الارتباط بالصحافة .
أحمد شوقي وجيل التطوير
الأسباب التي دعت أحمد شوقي إلى تطوير الشعر
1- بعثته إلى فـرنسا ودرس القانون وشاهد المسارح الأوروبية وشعراء الغرب
2- الاطلاع على الآداب الفرنسية
3- ثقافته التركية وتأثره بالنقاد والجمهور والحركة الوطنية .
4-معايشته لشعراء الغرب [ فيكتور هوجو ، ولامارتين ، ودي موسيه .... ] فتأثر بهم وعدل عن المدح إلى التاريخ في قصيدة " كبار الحوادث في وادي النيل "
أهم ملامح التطور على يد شوقي
1- الابتعاد عن المديح
2- الاتجاه إلى التاريخ الإسلامي كما قصيدة [كبار الحوادث في وادي النيل]
3- التعبير عن المخترعات الحديثة [ القطار – السيارة – والطائرة ]
أَعُــقابٌ في عنان الجو لاحَ v أم سحابٌ فـرَّ من هوج الريـاحِ
4- ريادته للشعر المسرحي والقصصي [ على بك الكبير – قمبيز – مصرع كليوباترا – عنترة ]
مآخذات النقاد لشعراء مدرسة البعث
1- الاهتمام بشعر المناسبات
2- عدم اهتمامهم بالوحدة العضوية
3- اهتمامهم بالصياغة اللفظية على حساب المعنى والوجدان
4- بدء القصائد بالغزل
-----------------------------------
أهم الرواد خطاب البعث و الإحياء
محمود سامي البارودي
يقترن شعر محمود سامي البارودي بالبعث و الإحياء لأنه من الرواد الأوائل الذين فضلو الرجوع إلى أصول القصيدة العربية القديمة
متخطيا بذالك عصور ساد فيها خطاب الصنعة و التصنيع و ذللك راجع لنشأة الشاعر في بيئة تقليدية زودته بالثقافة الأصيلة
و أيضا أن سامي البارودي لم يحترف الشعر تكسبا و إنما كان يميل إليه ويعشقه و هناك عامل أخر ان البارودي كان فارسا و عسكريا
شارك في حرب البلقان و تغنى بشعر الحرب و الفروسية و عانى من النفي و البعد عن الوطن و كل هذه العوامل أثرت على تجربة
محمود سامي البارودي الشعرية و قد بعث البرودي الروح لقصيدة العربية و أعاد إليها رونقها و جمالها و قد اعتمد في نهجه الشعري
على استلهام تقاليد القصيدة العربية القديمة , و على إحياء القيم الثقافية العربية ,
و علاوة على ذلك قام بالمزاوجة بين التقاليد الفنية و الاستجابة لضرورة العصر ,
وهكذا , انخرط في القضايا الوطنية , و القومية , و الاجتماعية
أحمد شوقي
ولد أحمد شوقي في القاهرة 1868 عرفت حياته ثلاثة عهود العهد العثماني فالعهد البريطاني ثم إستقلال مصر
لم يكن شوقي مثل البارودي و ذاللك في جوانب عدة لم يكن عسكريا بل كان من المحظوظي تربى في قصر و تمتع بحفاوة الملوك
فهو لم يكن مقتصرا على الثقافة العربية بل تعداها إلى الثقافة التركية و الفارسية و ايضا كان متفتحا على الثقافة و الآداب الفرنسية و العالمية
نظم شوقي الشعر في المدح و الغزل و التاريخ الفرعوني و الإسلامي و ايضا الشعر
الوطني و القومي
دافع عن الأصالة الإسلامية و جدد فهم الدين في ضوء قضايا العصر و متطلباته فكانت في شعره
بصمات من نزعته الدينية و آثار من روحه الإصلاحية
و كان شعره يتميز بالعودة إلى أصول القيم العربية و التقاليد الشعرية القديمة يمتح منها مقولاته
و يستوحي منها صوره و جمال إستعارته غير أنه لم ينس واقعه المعيش فتغنى بالحياة والكون و الوطن
و أصبحة الوظيفة الشعرية عنده توجيهية و إصلاحية
------------------------------------
منهجية البعث والاحياء
مقدمة يمثل عصر النهضة نقطة تحول في القصيدة من طور تكلف الصنعة والبديع في عصر الانحطاط إلى طور البعث والإحياء في العصر الحديث ؛ يث اشتدت الرغبة في العودة إلى أصول القصيدة القديمة باعتبارها نموذجا يُحتذى منطلقا أساسيا للانعتاق من قيود الركود والجمود ... وقد ساهم في حملة إحياء هذا النموذج شعراء من المشرق العربي ومغربه أبرزهم محمود سامي البارودي وأحمد شوقي حافظ إبراهيم ... وعلال الفاسي ومحمد الحلوي ... ويعد(صاحب النص)بشهادة عدد من النقاد أحد الروادالذين كان لهم الفضل الكبير في إحياء الشعر العربي الأصيل وبعثه من سباته، و هوشا عر( حياته ...). إن المتأمل في هذه القصيدة يسجل بأنها عُنوِنت بـ (عنوانالقصيدة) الذي يفهم منه (تحديد الدلالات الممكنة للعنوان ) كما يلاحظ أن شكلها لايختلف في شيء عن القصائد العربية القديمة المنتمية إلى الشعر العمودي القائم على نظام الشطرين المتناظرين-الصدر والعجز-ويتقيد فيها صاحبه بوحدة القافية والروي ... وانطلاقا من هذه المؤشرات نتوقع أن يكون موضوع النص ( ذكر الموضوع المفترض ) كما نفترض أن يصوغه الشاعر في قالب شعري تقليدي يعكس بعض ملامح القصيدة الإحيائية ، فماهي حدود صحة هذا الافتراض ؟وإلى أي حد سيمثل الشاعر التراث الشعري القديم ؟ وماهي حدود تقيده بعمود الشعر العربي؟ عرض بعد قراءتنا المتأنية للقصيدة تبين فعلا أن موضوعها ( تحديد الفكرة العامةللنص ) حيث استهلها الشاعر بالتعبير عن (الفكرة الأساسية الأولى ) ثم انتقل إلى الوحدة الثانية ليجسد فيها ( الفكرة الأساسية الثانية ) ... وهكذا إلى أن تنتهي من كل المضامين الأساسية للقصيدة ) . وعلى هذا الأساس نستنتج أن ثمة مواقف مختلفة وأبعاد متنوعة ودلالات متعددة تختزل تجربة الشاعروتعلن عن أحواله النفسية وانفعالاته الداخلية،وهذا يعني أن مضامين هذه القصيدة ليست واحدة وإنما تتنوع حسب اختلاف الوحدات الدالة عليها والمواقف المعبرة عنها ، وهذه تعتبر سمة أساسية من سمات القصيدة الكلاسيكية . وقد صاغ الشاعر هذه المضامين بلغة تتميز بالثراء والتنوع و يمكن توزيع معجمها إلى الحقول الدلالية التالية : ( تحديد الحقول وأهم المفردات التي تمثلها ) وتربط بين هذه الحقول علاقة ( علاقة الانسجام أو التنافر أو التكامل ... وذلك حسب طبيعة النص ). وتغلب على بعض ألفاظها الجزالة والمتانة والقوة وهي سمات ميزت معجم القصيدة التقليدية الجاهلية والعباسية ... ( أمثلة من النص ) . والمتأمل في الصور الشعرية يجد أن الشاعر قد اعتمد في تشكيلها على أساليب بيانية مستمدة من البلاغة العربية القديمةكالتشبيه والاستعارة والمجاز والكناية ... ومن أمثلة التشبيه (تحليل بلاغي للصورةالتشبيهية)ومن أمثلة الاستعارة(...)...وهكذا . وقد نظمت القصيدة على وزن بحر(اذكر البحر)ذي التفعيلة المركبة أو البسيطة(حسب وزن القصيدة ) وهو من البحور الخليلية الفخمة يضفي على القصيدة إيقاعا موسيقيا( قويا أو ضعيفا حسب طبيعة النص دائما ( ويمكن تقطيع بيته الأول عروضيا على الشكل التالي : (تقطيع البيت ).وإذا كان شاعرنا قد التزم بوحدة الوزن ، فإنه قد التزم في الآن نفسه بوحدة القافية ( تحديد بعض القوافي ) والروي ( حرف الروي ) . كما صرع مطلع قصيدته ( تسجيل العروض والضرب إن كانا مصرعين ( . وتؤدي لغة النص عدة وظائف ، في مقدمتها الوظيفة ( التأثرية أوالتأثيرية أو الشاعرية ...حسب طبيعة النص ) وتتجلى في استعمال الشاعر للأساليب التالية ( الأساليب الخبرية أو الإنشائية( ( أمثلة ) حسب طبيعة النص أيضا خاتمة وتأسيسا على ما سبق يتضح لنا أن الشاعر قد ظل وفيا لتقاليد القصيدة العربية ومخلصا لنظامها ، وبالتالي تأكد لنا بالدليل والبرهان على انتماء هذه القصيدة إلى خطاب البعث والإحياء مضمونا وشكلا ؛ فمن حيث المضمون تناول الشاعر غرضا تقليديا هو غرض ( أذكر غرض القصيدة ) . أما من حيث الشكل فقد صاغ الشاعر معانيه بلغة تراثية من ألفاظها : ( أسجل بعض الألفاظ التقليدية ) والتزم بوحدة الوزن ( ذكرالوزن ( والقافية ( ذكر القافية ) والروي (حرف الروي ) ووظف أساليب بيانية تقليدية في تشكيل الصور الشعرية كالتشبيه و... ( حسب ما يضمنه النص من أ أساليب( ... وبهذا يمكن اعتبار الشاعر ( اسمه ) من أبرز رواد تيار إحياء النموذج في الشعر العربي الحديث ...
الدرس مقدم للأخ امين جلال
موقع دروس فور يتمنى لكم النجاح
اتمنى نشر الموقع لتعم الفائدة
0 التعليقات :
إرسال تعليق