منهجية النص النظري التانية باك
تقديم:- صياغة أسئلة إشكالية تؤجل الإجابة عنها إلى العرض من قبيل : ما القضية الأدبية التي سيعالجها الكاتب في مقالته؟ وما طرائق عرضها؟ وما هي أساليب الاستدلال والبرهنة الموظفة؟
صوغ الفرضية :- توقع قضية النص ونوعيتهأي محاولة الاقتراب من موضوع النص، ومحاولة تحديد نوعه "مقالة أدبية.." انطلاقا من مؤشرات دالة كالعنوان أو بداية النص و نهايته.
محتوى النص وقضيته
- تحديد القضية موضوع المقالة وتفرعاتها وتحديد وجهة نظر الكاتب ووجهة نظر مخالفيه وتلخيص كل ذلك في ملخص موجز .وتأطير القضية ضمن الإشكالية التي تطابقها
المعجم:- استخراج معجم النص الأدبي والتمثيل له بألفاظ، والتعليق على المعجم بكونه بسيط يعتمد لغة سهلة متداولة.
- لغة تقريرية مباشرة- لغة قريبة من لغة الصحافة- لغة تتميز بالاختزال.
طرائق العرض:المنهج الاستدلالي:- توضيح الطريقة والمنهج الذي اتبعه الكاتب لطرح وجهة نظره هل هي طريقة استنباطية من العام إلى الخاص، أم استقرائية من الخاص إلىالعام
أساليب التفسير:
- استخراج ما بالنص من أساليب تفسير وهي: التعريف ،السرد، التشابه، الوصف، المقارنة... والتمثيل لها بأمثلة من النص.
أساليب الحجاج:- حجج أدبية تاريخية اجتماعية نفسية..
- حجج منطقية عقليةاساليب الاتساق
الخاتمة:
أساليب الحجاج:- حجج أدبية تاريخية اجتماعية نفسية..
- حجج منطقية عقليةاساليب الاتساق
الخاتمة:
مناقشة القضية المطروحة.
نموذج:
ضع النص ضمن
سياق الادبي ؟
يندرج النص ضمن الدراسات المقالية الادبية التي جاءت كرد فعل لتطور الذي عرفه الأدب العربي الحديث بفعل الاحتكاك بصحافة والاحتكاك بثقافات الاجنبية .
وقد سعت هذه الدراسات الى الوقوف على العديد من الاشكال الادبية كان من بينها قضية هذا النص الذي يتناول بدرس والتحليل تجربة المنهج الاجتماعي وهو منهج يقارب الأدب من خلال ربطه بخلفياته الاجتماعية والتاريخية وهو يسند في مرجعياته إلى النظريتين الوضعية والماركسية وقد ظهر أواسط القرن الماضي ومن رواده طه حسين , محمد بنيس , ونجيب العوفي , ( الكاتب العربي الذي استفاد من قراءته في الأجناس الأدبية فاختار المنهج الاجتماعي يساءل به الظاهرة الأدبية .
وقد برز العديد من رواد الذين اهتمو بكتابة للمقالة سواء في المشرق والمغرب ويكفي إن نذكر اسم عباس محمود العقاد , طه حسين ومحمد منضور وعلال الفاسي وعبد الكريم غلاب ومن هدا النوع نتوقف عند نص للاستاد والأديب والناقد نبيل راغب وليس هدا المقال الدي نريد تحليلها إلا واحدا من علم غزير.فما هي ادن القضية التي يطرحها النص؟ ؟ وما هي الإشكالية التي عبر عنها؟ وما هي المرجعيات و طرق العرض التي اعتمد عليها في هدا النص؟
عنوان النص؟
بالوقوف على النص نجد انه يتضمن عدة مؤشرات داخلية وأول هده المؤشرات العنوان (المنهج
الاجتماعي ) الذي يمدنا بمكونين: المكون الأول المنهج وهو الطريق الواضح والمكشوف والمسار و الممر وبالعودة
إلى النص فالمنهج عبارة عن عملية نقدية يرجع فيها الناقد إلى أيطار نقدي معين لدراسة النص
الأدبي وهو وليد الثقافة الغربية والمكون الثاني الاجتماعي نسبة للاجتماع والمجتمع مما يؤتت لفرضية ان
نص يسلط الضوء على هذه القراءة النقدية
قضية النص؟
ويعتبر الارتباط بالظاهرة الأدبية والمحيط نقطة محورية في إدراك خصائص الخطاب النقدي عند نبيل راغب وسمات منهجه , فكيف تجلى دالك
الارتباط من خلال النص ونحن أمام هدا السؤال نجد أنفسنا ملزمين بقراءة النص حيث مر المنهج الاجتماعي بثلاث مراحل أولها مرحلة التأصيل ظهرت مع مجموعة من النقاد الغربيين الدين أسسوا لبعض المبادئ والقواعد الاجتماعية في دراسة الأدب مثل مدام دي ستايل وبونلد وتقوم هده المرحلة على مفاهيم بسيطة تشير إلى العلاقة بين الأدب والمجتمع.
والمرحلة الثانية هي مرحلة التطور مثلها الناقد الفرنسي تين الذي قال بالعلاقة الحتمية بين الأدب والمجتمع والمرحلة الثالثة وهي مرحلة التبلور ونجدها عند الناقد جورج لوكا تش ولوسيان غولدمان خاصة الذي أسس منهج البنيوية التكوينية التي ربطت العلاقة بين المجتمع والحقل الأدبي حيث انطلقت من خمس فرضيات الفرضية الأولى وهي العلاقة بين المجتمع والحقل الأدبي حيث تتصل بالأبنية العقلية التي ينتجها المجتمع أي المفاهيم والمقولات العقلية و الفرضية الثانية البنية العقلية هي أساس الحياة الإنسانية والاجتماعية فهي ليست نتاج فرضي وإنما جماعي والفرضية الثالثة هي علاقة محكمة بين الأبنية العقلية والمجتمع والأدب والفرضية الرابعة إن الوحدة العضوية بين الإنتاج الأدبي والمجتمع جاءت لتحل محل العلاقة الآلية التي تهيمن على المنهج الاجتماعي سابقا والفرضية الخامسة حيث ترفض البنيوية التوليدية المنظور السيكولوجي في تفسير المقولات
لقت جاءت البنيوية التكوينية مع أبحاث لوصيان غولدمان تجاوزا للنضرة الآلية ولتأكيد للاستقلالية الفكرية والجمالية للنص الأدبي باعتباره لا يطابق الواقع وإنما يناظره كما تجاوز البنيوية لأنه لم ينضر إلي النص الأدبي كبنية مغلقة على ذاتها ومعزولة عن سياقاتها الخارجية وإنما اعتبره إنتاجا يتفاعل مع مرجعه الواقعي دون أن يكون هو ولدالك قامت دراسة الإبداعات عند غولدمان على مستويين
مستوى الفهم أي تحليل البنية الداخلية للعمل بتفكيك عناصرها المكونة ومساءلتها من اجل الوصول إلي البنية الدالة الشاملة التي تحدد فيها الأبنية العقلية والمقولات والمفاهيم
مستوى التفسير أو الشرح أي ربط العمل بالواقع الذي يؤول إليه باعتباره يمثل رؤية للعالم لدى فئة اجتماعية ما وتقوم كدالك على إدماج البني العقلية التي انطلق منها الأديب كعنصر مكون في بنية شاملة وقد تقود عملية التفسير إلي اكتشاف بنية جديدة أوسع
المعجم
ويمكن تصنيف معجم النص إلى مصطلحين أساسيين. مصطلح أدبي نذكر من بينه الأدب – الناقد- الأديبة – النظرية – التحليل – الشكل التخيل – الخلق – العمل الأدبي – البنيوية - الفنان- الوحدة العضوية.
ومصطلح اجتماعي نذكر من بينه النظرية السوسيولوجية – ظواهر اجتماعية – رؤية للعالم والمجتمع والحياة - الوعي الجماعي ومن خلال رصد المصطلحين الأدبي والاجتماعي نلاحظ مدى هيمنت المصطلحات الاجتماعية على النص وهدا يبين مدى ربط الأدب والإبداع بالجانب الاجتماعي
وبدلك اعتمد الكاتب على مرجعية اجتماعية من خلال دكر الواقع الدي يعيش فيه
طرائق العرض
وقد جاءت المقالة خاضعة للوحدة الموضوعية ودالك انطلاقا من تصميم منهجي يحكم منتظم العناصر فتميزت المقالة بوحدة الموضوع وتسلسل الأفكار والفقرات كما تبني الكاتب الأسلوب الاستنباطي
انطلق فيه من العام إلى الخاص العام العلاقة بين الأديب والمجتمع والسياسة والخاص أهمية الفهم
وبدلك نسج النص بشكل منهجي محكم :
*مقدمة: طرح القضية (........................)
*عرض: بسط الرأي والاستدلال بكل الأساليب لدعم موقفه.
*خاتمة : الانتهاء إلى تأكيد الحكم الابتدائي بحكم نهائي.
الاتساق
وتتميز المقالة النقدية بجملة من العناصر الشكلية التي تكسبها اتساقا وتماسكا فالنص غني بمظاهر الاتساق وعلى رأسها :
الاتساق التركيبي الذي يربط بين مفردات وجمل النص عبر أدوات العطف (و ـ ف ـ ) وأدوات الربط (لقد ـ أما ـ ولعل) و الموصولية (الذي ـ التي ـ اللائي) .
والاتساق الدلالي: وساهمت في الضمائر المتصلة(الهاء)والمنفصلة (هو ) وأسماء الإشارة ( هذا ـ هذه)،وهو ما حقق الإحالة القبلية( يتأثر الشاعر بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه ) والبعدية ( يؤثر في هذا الواقع)،وهي هنا إحالة نصية (مقالية ) وهناك إحالة مقامية (فالدارس) .
أما الاتساق المعجمي :فحاضر عبر التكرار(الشاعر ـ المجتمع ـ شوقي ـحافظ ـالشعر ـ مصر...)والتضام بالتضاد (يتأثر ـ يؤثر)والطباق(تبعيته ـ استقلاله)والجزئية(مصر والمصريين).
تركيب وتقويم
تركيب: المنهج الاجتماعي هو الجهاز المفاهيمي الذي تشتغل به النظرية الأدبية لتكشف عن علاقة الأدب بالمجتمع، وقد تعرفنا من خلال النص أن المنهج الاجتماعي ابتدأ سنة 1800 ووصل إلى نهايته في النصف الثاني من القرن العشرين على يد لوسيان كولدمان الذي سماه: بالينيوية التكوينية. وانطلق فيه من خمس فرضيات. وتتجلى القضية النقدية للنص في: "خصائص المنهج الاجتماعي عند غولدمان" وارتبطت بها مجموعة من المفاهيم والقضايا بواسطة علاقات حددناها في: التكامل والإيضاح والتضمين والتعارض، كما وقفنا عند سمات المنهج كما حضرت في النص. ورجع الناقد لتعريفنا بخصائص المنهج الاجتماعي عند غولدمان" إلى كتابه "الإله الخفي" ليعرفنا بالفرضيات الخمسة التي انطلق منها لدراسة الظاهرة الأدبية. واعتمد منهجا يجمع بين التاريخ، والاستقراء، والمقارنة. كما اعتمد أسلوبا تقريريا بسيطا مصحوبا بأدوات التأكيد لإقناع القارئ.
تقويم: أرى أن المنهج ضروري لدراسة الأدب دراسة علمية وموضوعية بعيدا عن الذاتية.
المادة:
اللغة العربية
المعامل: 3
الشعبة:
شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، مسلك العلوم الإنسانية،
مدة الإنجاز: 3 ساعات.
أجب عما يلي:
I – درس النصوص: (14ن)
يصعب على الدارس -إذا أراد تجنب المسلمات النقدية الشائعة- أن يصل إلى مفهوم كلي ينتظم طبيعة التجربة عند الشعراء الوجدانيين وموقفهم منها، ذلك لأن هؤلاء الشعراء -برغم نزعتهم الوجدانية الغالبة- يختلفون فيما بينهم اختلافا غير قليل في هذا المجال، حسب البيئة والنشأة والثقافة والمزاج.
فليس من اليسير مثلا أن يقال -على سبيل التعميم- إن الشعراء الوجدانيين جميعا كانوا مشغوفين بالطبيعة، يعشقون جمالها لذاته أحيانا، ويخلعون عليه أحيانا أخرى بعض مواقفهم من الحياة والناس والحضارة الحديثة، فإن من بين هؤلاء الشعراء من لا نكاد نجد للطبيعة أثرا يذكر في شعره، إلا بمقدار ما يستمد منها بعض تشبيهاته ومجازاته، كما يفعل الشعراء في كل العصور.
وليس من الممكن أن يقال إن هؤلاء الشعراء جميعا كانوا مفتونين بعاطفة الحب، يعبرون عنها أحيانا في إطار من التجارب الذاتية المحدودة، ويبسطون أحيانا من طبيعتها لتصبح وسيلة إلى التطهر والسمو والحنين الغائم إلى عالم مثالي؛ فإن منهم من يصنع ذلك، ومنهم من تشحب في شعره تلك العاطفة فتطغى عليها ألوان أخرى من التجارب. وقد يقال إن “الكآبة” طابع غالب على الشعر الوجداني، وهو قول حق، لكنه لا يصدق على نماذج كثيرة من هذا الشعر، كما تختلف الكآبة فتظل صورة لحالات نفسية عارضة، وتعمق أحيانا وتمتد حتى توشك أن تكون نظرة ثابتة إلى الحياة والكون، تدفع الشاعر إلى كثير من التأمل في غاية الحياة وطبيعة الخير والشر.
ومن أدلة هذا التباين عند هؤلاء الشعراء ما نراه من فرق واضح بين طبيعة التجربة والنظرة عند شعراء المهجر بوجه عام، والشعراء في الوطن العربي. فالمهجريون -برغم كثرة حديث الدارسين عن أشواقهم وحنينهم ولجوئهم إلى الطبيعة- يجنحون في الأغلب إلى التأمل في ذواتهم وفي طبيعة النفس الإنسانية، ووضع الفرد في المجتمع والكون، على حين تقل هذه النظرة “الفكرية” عند الشعراء في الوطن العربي، ويطلقون لوجدانهم العنان فتتحول الأفكار لديهم إلى أحاسيس يصبغها خيالهم بألوان مختلفة من مشاهد الطبيعة وعواطف الحب..
وهكذا نؤكد صعوبة “التعميم” في الحديث عن مضمون التجارب الوجدانية ومواقف الشعراء منها، إذ يكاد يكون لكل منهم عالمه الخاص، وإن اشتركوا في بعض السمات هنا أو هناك. وقصارى ما يستطيعه الدارس أن يلم أشتات هذه العوالم، ويحاول أن يجد وراءها معنى كليا يصدر عنه هؤلاء الشعراء على اختلاف تجاربهم ومواقفهم.
مصدر النص: عبد القادر القط: «الاتجاه الوجداني في الشعر العربي»،
دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، طبعة 1978، الصفحة 307 وما بعدها (بتصرف).
الأسئلة:
أكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية، ومسترشدا بما يأتي:
- تأطير النص داخل سياقه الأدبي والثقافي؛
- تحديد القضية الأدبية التي يطرحها النص، وعرض أهم العناصر المكونة لها؛
- رصد سمات الاتجاه الوجداني كما وردت في النص، وإبراز علاقتها بتجربة الشعراء الوجدانيين؛
- بيان الطريقة المعتمدة في معالجة القضية المطروحة؛
- صياغة خلاصة تركيبية تتضمن مناقشة موقف الكاتب من تجارب الشعراء الوجدانيين مع إبداء الرأي الشخصي.
II - درس المؤلفات: (6ن)
جاء في رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ ما يلي:
“… وتساءل (سعيد مهران) بصوت مسموع كئيب:
- نور، أين أنتِ؟
محال أن تكون بخير هل قبض البوليس عليها؟ هل اعتدى عليها بعض الأوغاد؟ هي ليست على أي حال بخير. هو يؤمن بذلك بقلبه وغريزته. لن يرى نور مرة أخرى. وخنقه اليأس خنقا، ودهمه حزن شديد الضراوة، لا لأنه سيفقد عما قريب مخبأه الآمن، ولكن لأنه فقد قلبا وعطفا وأنسا، وتمثلت لعينيه في الظلمة بابتسامتها ودعابتها وحبها وتعاستها فانعصر قلبه. ودلت حاله على أنها كانت أشد تغلغلا في نفسه مما تصور. وأنها كانت جزءا لا يصح أن يتجزأ من حياته الممزقة المترنحة فوق الهاوية. وأغمض عينيه في الظلام واعترف اعترافا صامتا بأنه يحبها…”
نجيب محفوظ: اللص والكلاب، دار الشروق، القاهرة، طبعة 2006، الصحفة112.
انطلاقا من هذا المقطع واستنادا إلى ما اكتسبته من قراءتك الرواية، أنجز ما يأتي:
تحديد موقع المقطع داخل مسار أحداث الرواية؛
إبراز دور (نور) باعتبارها قوة فاعلة في نسج أحداث الرواية وتطورها.
ابراز النموذج العاملي في المؤلف.
دليل التصحيح:
1. درس النصوص:
مع أواخر القرن التاسع عشر بدأ المجتمع العربي يبحث عن عوامل التحديث وبواعث التطور، وكانت الحضارة الغربية نقطة مضيئة جذبت كل التواقين إلى بناء مشروع التحديث في المجتمع ونبذ كل مظاهر التخلف والاختلاف، فبرزت حركة شعرية تجديدية تحاول تغيير المفاهيم التقليدية المتداولة في الفن والأدب، وتدعو إلى رؤية جديدة تتجاوز الرؤية الإحيائية التي وقفت عند تكرار النماذج الجاهزة سلفا وذلك بالتمسك بلغة القدماء وأساليبهم البيانية واقتفاء آثارهم في المعاني والأفكار، ولم تُولِ هذه الحركة ذات الشاعر وهمومه الفردية أهمية كبرى، فكانت نقطة التحول الأولى في الشعر الحديث تقليدية التفتت إلى التراث أكثر من الالتفات إلى ذات الشاعر وواقعه المتوتر والمتعقد، لذلك دعت الحركة التجديدية إلى تبني مفهوم جديد ومختلف للشعر وإعادة صياغة المفهوم الحقيقي له تُجلِي وتظهر علاقة الذات بالعالم الخارجي كما تُظهر أيضا علاقة المبدع بالطبيعة وأسرارها، وهي مفاهيم تبنتها الحركة الرومانسية الغربية التي امتدت مفاهيمها إلى الشعر العربي عبر الحركات الفكرية العربية التي وسعت الرؤية التجديدية بالاستفادة من الثقافات الأخرى وأبعادها الوجدانية كالثقافة الصوفية والفلسفية والهندية… ومن بين الحركات التي دعت إلى التجديد: مدرسة الديوان، المدرسة المهجرية، حركة أبولو، رغم اختلافها في مضامين المفاهيم الوجدانية التي دعت إليها، فما هي القضية الأدبية التي يعالجها النص وما هي عناصرها وسماتها؟ وما هي الطريقة المعتمدة في معالجة القضية المطروحة؟
إن القضية التي يعالجها الكاتب عبد القادر القط في النص تكشف اختلاف تجارب الشعراء الوجدانيين، فرغم نزعتهم الوجدانية الغالبة فهم مختلفون في هذا المجال حسب النشأة والبيئة والثقافة والمزاج، وتتفرع هذه القضية إلى قضايا كبرى، ويمكن حصرها في ما يلي:
- تباين مستويات شغف الشعراء الوجدانيين بالطبيعة.
- اختلاف تمثلاتهم لعاطفة الحب.
- تباين رؤيتهم لموضوع الكآبة.
- المقارنة بين شعراء المهجر وبين غيرهم من الشعراء الوجدانيين العرب للتدليل على هذا الاختلاف.
ويمكن أن نحدد سمات الاتجاه الوجداني في التعلق بالطبيعة والارتباط بها، لأنها تشكل الخلاص من عالم الرداءة والكراهية، فهيمنت عاطفة الحب على أشعارهم أحيانا وغلب طابع الكراهية أحيانا أخرى. فامتزجت هذه السمات في تجاربهم الشعرية امتزاجا عضويا اتحد فيه العالم الخارجي بالعالم الداخلي للشاعر، وأصبح الشعر تعبيرا عن رؤيا للوجود تحتضن مفارقات الحياة وتبلورها في مواقف دعت إلى الاحتضان والانغماس في عالم مثالي. وقد اعتمد الكاتب على منهجية وأساليب مختلفة في معالجة القضية ومن أسس هذه المنهجية:
اعتمد الكاتب على أسلوب استنباطي، انطلق فيه من فرضية كلية (صعوبة الوصول إلى مفهوم كلي)، ليعرضها في شكل مقدمات (اختلاف الشعراء الوجدانيين في الشغف بالطبيعة، اختلافهم في الإحساس..).
اعتمد الكاتب على الاستدلال بالمقارنة بين الشعراء المهجريين وغيرهم من الشعراء.
اعتمد على التفسير والشرح (يصعب على الدارس أن يصل إلى مفهوم كل ينتظم طبيعة التجربة عند الشعراء الوجدانيين).
اعتمد الكاتب على أسلوب التوكيد (إن الشعراء الوجدانيين كانوا مشغوفين بالطبيعة).
اعتمد على أسلوب الحكم عندما انتهى الكاتب في آخر النص إلى القول: (وهكذا نؤكد صعوبة التعميم في الحديث عن مضمون التجارب الوجدانية…).
كما وظف الكاتب أساليب لغوية ومنطقية حجاجية أسهمت في تقوية مظاهر اتساق النص وانسجامه كالربط والتكرار والتوكيد والتمثيل والتفسير… (يجب إعطاء أمثلة من النص).
إن الشعراء الوجدانيين التقوا جميعا عند فكرة واحدة أن الشعر وجدان، غير أن تجاربهم الوجدانية كانت متباينة، فأثمر هذا الاختلاف أشعارا مختلفة بل أشعارا حالمة في كثير من الأحيان، فلم تتح لهم هذه التجربة الذهاب برسالتهم الشعرية بعيدا ولم تتح لهم السمو بالشعر إلى مستوى الأشعار التي فرضتها طبيعة المرحلة من وعي الذات بنفسها ولظروفها وإلى التأهب لخوض المعركة بغية تغيير تلك الظروف التي منعت المجتمع العربي من التحول وبناء الغد الأفضل، وهذا هو السر في أن أثر الوجدان في شعر هذه الجماعات كانت سلبيا يُؤْثِر هدوء الحزن وظلمة التشاؤم على ابتسامة الأمل، كما يرى ذلك الناقد والشاعر أحمد المعداوي (المجاطي).
سلم التنقيط :- تأطير النص داخل سياقه الأدبي والثقافي (2ن)
- تحديد القضية الأدبية والعناصر المكونة لها (2ن).
- رصد سمات الاتجاه الوجداني… (3ن)
- بيان الطريقة والأساليب المعتمدة (3ن)
- تركيب وخلاصة (4ن)
2. درس المؤلفات:
لقد أثارت رواية اللص والكلاب اهتماما متزايدا من الدارسين لقيمتها الفنية والاجتماعية في سياق تجربة نجيب محفوظ الروائية لما تمثله من نقلة نوعية في مسار الرواية العربية بأجمعها، وهي نقطة التميز الأولى التي وضعت الكاتب في طريق التميز الخاص، حيث نقل الرواية العربية من دائرة النزعة العاطفية إلى تمثل الواقع وملامسته، والمقطع مأخوذ من الفصل السادس عشر حيث يرسم الراوي الحالة النفسية لسعيد مهران بعد أن بدأت دائرة الحصار تضيق عليه وهو مختبئ في بيت نور التي اختفت ولم تعد وبذلك فقد الملاذ الآمن الذي كان يلتجئ إليه، مما شكل بداية انهياره واستسلامه…
—-
(4) ن
أما دور نور باعتبارها قوة فاعلة في نسج أحداث الرواية وتطورها فيتجلى في كونها:
تشكل قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية، إذ تعتبر عاملا مساعدا، ويتجسد ذلك من خلال الأدوار الآتية :
· إيوائها سعيد مهران ومساعدتها له على مواجهة أعدائه والانتقام منهم..
· كونها نافذة على العالم الخارجي لنقل الأخبار وردود أفعال الشارع والحضن الذي يخفف ضغط الخيانة والتنكر…
· الاعتراف المتأخر والصامت بحبه لها…
· هي وسيلة الروائي في الكشف عن الجانب العاطفي في حياة سعيد مهران.
· أثر اختفائها في تضييق فضاء الأحداث وتسريع وثيرتها للانتهاء إلى الانهيار والاستسلام.
إن الكاتب نجيب محفوظ يبرز استمرار تفشي الفساد رغم تبدل المجتمع بظهور الثورة التي لم تغير شيئا، بل ازدادت الأمور تدهورا، وما إيواء سعيد مهران والتستر على جرائمه إلا صورة من صور مجتمع ازداد تعقيدا وتأزما في ظل مجتمع ظل يحلم بالتغيير.
ملحوظة :
- التصحيح المقترح كان اعتمادا على دليل التصحيح الذي يقدم للأساتذة المصححين، ويراعى في تقويم الإنجاز تماسك التصميم المنهجي، سلامة اللغة، استثمار المكتسبات المعرفية واللغوية والمنهجية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق