العمل من الأنترنت جديد وظيفة العمر اكسب الكثير من الأموال

تريد العمل من الأنترنت بدخل جيد يساعدك على اتمام دراستك العمل من الأنترنت جديد وظيفة العمر اكسب الكثير من الأموال

‏إظهار الرسائل ذات التسميات جدع اسلامي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جدع اسلامي. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 22 مارس 2013

الخاصية العامة للإسلام: التجديد والإنفتاح على قضايا معاصرة


1- النصوص :   الآية 89 من سورة النحل + حديث أبي هريرة حول المجدد + حديث تأبير النخل.
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- تبيانا : توضيحا وتفسيرا واستيعابا لكل شيء
- يجدد : يحيي التدين في نفوس الناس ، ويجتهد في استيعاب الإسلام لقضايا العصر .
- الظن : العلم بغير يقين ، وإدراك الذهن الشيء مع ترجيحه وقد يكون مع اليقين .
ب- استخراج المضامين :   
1- بيان استيعاب الإسلام لجميع التطورات الحاصلة ، وقدرته على حل الإشكالات المستجدة عبر العصور .
2- فتح المجال أمام العلماء المتخصصين للاجتهاد والتجديد والبحث عن الحكم الشرعي المناسب للقضايا المستجدة التي لا نص فيها .
3- وجوب تضافر جهود علماء الأمة من مختلف التخصصات للقيام بواجب الاجتهاد وتجديد الدين .
3- تحليل عناصر الدرس :
أ- مفهوم التجديد :
التجديد لغة : توضيح الشيء وتصييره جديدا .
واصطلاحا : هو الاجتهاد في القضايا الجديدة التي تظهر في الزمان والمكان يمارسه علماء الأمة لتحقيق خاصية الانفتاح والتوصل إلى الحكم الشرعي المناسب .
المجدد : هو العالم المتميز بالورع والتقوى المستوعب للقرآن والسنة وعالم بقواعد اللغة العربية ، العارف بالوقائع والأحوال التي يعيشها عصره المطلع على الثقافات السائدة وحاجات الناس المتجددة .
ب- مجالات التجديد :   لتجديد الدين مجالان هما :
1- الثوابت القطعية : والتي قررها ديننا المتعلقة بالعقائد والعبادات وأصول المعاملات وغيرها ، وتجديدها يكون بإزالة الآثار السلبية التي تصيبها بفعل التقليد ، والابتداع ... يقول الرسول t( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) ويقول t : ( جددوا إيمانكم.قيل يارسول الله،وكيف نجدد إيماننا؟قال:أكثروا من قول لاإله إلا الله ) الحاكم في المستدرك
2- النوازل والمستجدات الناجمة عن تغير أنماط العيش عبر الزمان والمكان : ويتم التجديد فيها بإعطائها الحكم الشرعي المناسب لها .ومن ذلك الاجتهاد والتجديد في تدبير شؤون الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والفنية والتقنية وغيرها مما لا يعارض مقاصد الإسلام وقيمه فذلك مطلوب وممدوح لقول الرسول t ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ....الحديث)
ج- ضوابط التجديد :    ليحقق التجديد مهمته على أتم وجه لا بد من مراعاة ما يلي :
1- فقه الشرع : من طرف المجدد بتوفره على مجموعة من الشروط ، كالعلم بالقرآن والسنة وما يتعلق بهما من قواعد ومتمكنا من علوم اللغة والفنون الأخرى المساعدة على الفهم ومراعيا مقاصد الشريعة الدائرة على ( جلب المصالح ودفع المفاسد ) وأن يكون تقيا ورعا مخلصا لله.
2- فقه الواقع : باستيعاب واقع الناس الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والبيئي بصفة شاملة حتى يتمكن المجدد من إصابة مقصود الشرع في ما جد من قضايا ونوازل ... وفي العصر الحاضر يجب أن تتضافر جهود الجميع من مختلف التخصصات للقيام بواجب التجديد والاجتهاد .
د- ضرورة الانفتاح والتجديد في تطور المجتمعات الإسلامية :
تجديد الدين أصبح ضرورة وفريضة في هذا العصر لكثرة التحديات التي تواجهها الأمة في ظل العولمة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة ، والشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة ولذلك دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادا على القواعد العامة التي قررها . وقدر الثواب الجزيل لهذا العمل الجليل كما جاء في الحديث  ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد )
- و بذلك استوعب الإسلام كل القضايا المستجدة المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية البيئة واستثمار تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتوعية الصحية وغيرها مما تتيسر به سبل الحياة في عصرنا الحاضر لأن ذالك من صلب مقاصده وأسمى غاياته .. وفيما يلي نماذج لبعض القضايا من ثلاث مجالات : تعبدي – ومالي – وطبي .
·        (المجال التعبدي) كالصلاة في الطائرة والقطار والحافلة وغيرها من وسائل النقل الحديثة إذا  طالت الرحلة حفظا للدين بأداء الصلاة في وقتها ...
·        (المجال المالي) كالتأمين التعاوني بالتعاقد بين جماعة من الناس يربطهم مجال معين، وهو جائز لمنافعه وتحقيقه مبدأ التعاون والتكافل .
·        (المجال الطبي) كنقل الدم تبرعا من شخص صحيح إلى آخر مريض : وهو جائز لما يحققه من مصالح العباد بحفظ النفوس وتحقيق مبدأ الإيثار والتعاون .. وغير ذلك ، مما يدل على مرونة الإسلام وسعته وشموله لكل جديد وهو ما يجعله قابلا للتطبيق في كل زمان ومكان .  والله أعلم.

Under Creative Commons License: Attribution

الخصائص العامة للإسلام: الربانية والشمول


1- النصوص : الآيات الخمس الأولى من سورة العلق + الآية 3 من سورة الأعراف + الآية 38 من سورة الأنعام + حديث أبي ثعلبة الخشنيt.
ا- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- من علق : جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني لها حيث تصير علقة .
- أولياء : رؤساؤهم في الشرك والضلال والفساد .
- حد حدودا : وهي جملة ما أذن الله في فعله سواء كان واجبا أو مندوبا أو مباحا.
- فرطنا : أي ما أغفلنا وما تركنا .
ب- استخراج مضامين النصوص :
1- تقرير الوحي الإلهي وإثبات النبوة لسيدنا محمد e .
2- التنويه بشأن الكتابة والخط بالقلم إذ هما مفتاح العلوم  وبيان منزلة العلم والعلماء في الاسلام.
3- وجوب اتباع الوحي وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء.
3- تحليل عناصر الدرس :
ا- المقصود بالخصائص العامة للإسلام :
الخصائص : جمع خاصية وهي كل وصف ومميز ينفرد به الشيء .
وخصائص الإسلام : هي أوصافه ومميزاته التي ينفرد بها ويتميز بها على غيره من الأديان والمذاهب الأخرى .
أهمها : خمسة خصا ئص موضوع  دراستنا في الدروس التالية:
1)- الربانية  2)- الشمول  3)- العالمية  4)- التوازن والاعتدال  5)- التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة  .
وموضوع درسناهذا حول خاصيتي (( الربانية والشمول )) :
1- الربانية : نسبة إلى الرب سبحانه أي أن شريعة الإسلام هي منزلة من عند الله سبحانه وتشريعه للناس جميعا وليست من وضع الإنسان المتصف بالعجز والنقص ( وانه لتنزيل رب العالمين ) فالإسلام رباني مصدرا ومنهجا .غاية ووجهة .
2- الشمول : أي إحاطة أحكامه وتشريعاته بكل مجالات الحياة للفرد والجماعة – شمول يستوعب الزمان كله والحياة كلها وكيان الإنسان كله ، قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ).
 تجليات الشمول :  ومما يتجلى فيه هذا الشمول  ما يلي :
   العقيدة / والعبادات / والاجتماع / والسياسة / والقضاء / والإدارة / والاقتصاد والمال.
 العقيدة : فهي شاملة من أي جانب نظرت إليها.وتنبثق من شهادة التوحيد.
 العبادات : بأنواعها البدنية والمالية والروحية.
الاجتماع : والمتمثل في أحكام الأسرة منذ النشأة إلى النهاية.
 السياسة : والمتمثلة في وضع الأسس للدولة الإسلامية وعلاقتها مع غيرها. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم.....
القضاء : حيث اشتمل الإسلام على أسس الحكم بين الناس عند التنازع والاعتداء.. القائمة على العدل والإنصاف.
الإدارة : من خلال مجموعة من الأحكام والتشريعات التي تهتم بتدبير المصالح الإدارية وإدارة مختلف مرافق الدولة.
 الاقتصاد والمال : حيث يعتبر الاسلام المال من الضروريات الخمس التي يجب المحافظة عليها. والقرآن والسنة مليئان بالنصوص التي تتحدث عن المال ودوره و....
3- أهمية خاصيتي الربانية والشمول :      ويتجلى ذالك فيما يلي :
- كمال الدين الإسلامي : لأن مصدره الله سبحانه المتصف بكل كمال .
- خلوده ودوامه : إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
- تحقيق العدل المطلق للبشرية : لأنه حق نزل من عند الحق سبحانه .
- اشتماله على مصالح الأنام : في العاجل والأجل ولو لم تظهرلنا أحيانا .
- الرحمة للعالمين : لأنه سبحانه أرحم بخلقه من الأم بولدها .
- كونه بصيرة وهداية : للطريق المستقيم .
- استيعابه واشتماله على جميع قضايا الإنسان والكون غيبا وشهادة ما نعلم وما لم معلم .
4- وسائل تحصيل معانيهما في النفوس :
الإسلام دين عبادة وعمل عقيدة وشريعة ......لذلك نجده يسعى بكل الوسائل إلى غرس القيم في النفوس أولا. ثم الانتقال إلى التطبيق والممارسة ثانية. ومن وسائله في تحقيق ذلك هناك:
 - طريق العبادات : المختلفة المفروضة منها والمندوبة .
 - الآداب : المختلفة على مستوى الفرد والجماعة والدولة .
- التربية والتكوين : انطلاقا من الأسرة والمسجد والمدرسة وإيجاد البيئة الصالحة النظيفة.
- الإعلام والتوجيه والتثقيف الشعبي العام : بوسائله المختلفة إذا أحسن توظيفها وتوجيهها ...
- التشريع والتقنين : لحماية الإسلام وأتباعه .
- حماية الدعوة الإسلامية : لتحقيق الدولة الإسلامية القوية المطبقة لشرع الله في كل مجالات الحياة.
- مؤسسة الحسبة ونظامها جزء لايتجزأ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- المساجد ولها دور كبير في التربية والتوجيه من خلال الخطب والدروس والمواعظ التي تقام بها.
وأحكام الإسلام لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعدى إلى كل مجالات الحياة المختلفة.
5- من ثمرات خاصيتي الربانية والشمول :  لهاتين الخاصيتين في نفس الإنسان وحياته ثمرات وآثار كثيرة منها ما يلي : 
 - معرفة الإنسان غاية وحكمة وجوده المتمثلة في عبادة الله.        - الاهتداء إلى الفطرة التي فطر الله عليها جميع الناس.
 - التحرر من الانسياق وراء الشهوات والغرائز وأنانية النفس .     - قبول تشريعات الإسلام والإذعان لها دون أي تردد.
- سلامة نفس الإنسان من التمزق والصراع الداخلي بالاعتصام بالله .   - اطمئنان العباد إلى رحمة الله وشرعه الرحيم. .الخ


Under Creative Commons License: Attribution

اليسر ورفع الحرج


الأحكام الشرعية
الإسلام دين يسر ورفع للحرج
اتباع الرسول (ص) لمنهج التسيير في العبادات و المعاملات


1- التحليل :
-         تأهيل مفهوم اليسر ورفع الحرج .
-         اليسر ورفع الحرج مبدأ إسلامي أصيل في القرآن و السنة .
-         اليسر هو السهولة و الرفق و الاعتدال وهو ضد العسر و الحرج .
-         و الحرج معناه : الضيق و المشقة الذي ينال الإنسان عند قيامه بحكم من الأحكام الشرعية .
-         خلق الله الإنسان وميزه بالعقل عن سائر المخلوقات و أمره باتباع الأحكام الشرعية وهي في مقدوره مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة آية 285 (لا يكلف نفسا الا وسعها وعليها ماكتسبت  )
-         ما خير دين أمرين الا اختار أيسرهما من لم يكن إنما وكان يقول لأصحابه (يسروا ولا تعسرو وبشروا ولا تنفروا) أخرجه البخاري في كتاب العلم .
-         و الصحابة رضوان الله عليهم الذين تربوا في المدرسة  المحمدية كانوا يوجهدون كل شخص ينحرف عن منهج اليسر ورفع الحرج في الإسلام كما و رفع الحرج في الإسلام كما وقع ذاك بين سلمان الفرسي و أي الدردار .

 2 : من مظاهر اليسر ورفع الحرج في أحكام الشريعة الإسلامية .
-         من مظاهر اليسر في الشريعة الإسلامية ما يلي :
-         عدم مأخذة المكلفين في حالة فقدان الإرادة على الفعل وغياب القصد ولذلك قال  الرسول (ص)
رفع القلم على ثلاثة : النائم حتى يستيقظ وعن الصبي يشب وعن المعتوه حتى يعقل : أخرجه الترميدي في كتاب الحدود .
وقال الرسول (ص) إن الله تعالى تجاوز عن أمتي الخطأ و النسيان وما استنكره عليه .) اخرجه ابن ماجة في كتاب الطلاق .
-         التخفيف من تكاليف الشرعية في حالة معينة : ومن ذلك ترخيصه في الإفطار خلال شهر رمضان للمسافر و المريض و المرأة الحائض و النفساء و الحامل و المرضع .
-         إسقاط بعض التكاليف الشرعية وتعويضها بأخرى ومن ذالك تعويض الوضوء بالتيمم عند المرض أو فقدان الماء أو الخوف من المرض المزمن .
-         الترخيص بارتكاب بعض المخالفات : كإباحة تناول الميق للمبطل ، وشراب الخمر من اشرف على الهلاك ولم يحد ماء لشدة العطش أو النطق بكلمة الكفر من الإقرار بالإيمان لمن أكره على ذاك .
-         رفع بعض التكاليف الشاقة التي أوجبها الله تعالى على الأمم السابقة : كقتل النفس لمن أراد التوبة ، أو قطع مكان النجاسة من الثوب للطهارة .


Under Creative Commons License: Attribution

فقه الزكاة



تحليل عناصر الدرس :
1- حقيقة الزكاة :
الزكاة لغة: معناها الطهارة والبركة والنماء. سمى الله الصدقة المفروضة زكاة لأنها تطهر النفس من الذنوب ومن أرجاس البخل والقسوة والطمع والأثرة . و تزكي ألنفس أي تنميها وترفعها بالخيرات والبركات الخلقية والعلمية حتى تكون بها أهلا للسعادة الدنيوية والأخروية .
وشرعا: هي عبادة مالية فرضها سبحانه في مال الأغنياء لصالح الفقراء بشروط محددة يتقرب بها إلى الله سبحانه امتثالا لأمره وطاعة وتعبدا.
2- أهميتها ومنزلتها :
الزكاة شعيرة من شعائر الإسلام وركن من أركانه وهي واجبة كوجوب الصلاة ، قرنها الله بها في ستة وعشرين موضعا في القرآن الكريم ، وهي فرض عين على من توافرت فيه شروط وجوبها ثبت ذلك بالقرآن والسنة وإجماع المسلمين . وهي ليست تفضلا أو إحسانا بل أبعد من ذلك . فالزكاة نظام إسلامي ، حق للجماعة تؤدى في جميع الأحوال حتى لو لم يوجد فقير في المجتمع لتكون رصيدا ينفق منه عند الحاجة والاقتضاء كمورد عام من موارد الدولة الإسلامية .
3- الأبعاد التربوية والاجتماعية والاقتصادية للزكاة :  
لقد جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تحذر من اكتتار المال ومنع حق الله فيه لما ينتج عن ذلك من البخل والجشع والشح والأنانية وعدم الإحساس بمعاناة الآخرين من الفقراء والمحتاجين ومن هنا كانت فريضة الزكاة تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأبعاد التربوية والاجتماعية والاقتصادية نذكر منها ما يلي: 
أ- الأبعاد التربوية للزكاة :
 - تطهير النفس من داء الشح والبخل الذي حذر منه القرآن وذمه. واقتلاع هذا الخلق الذميم من النفوس وتدريبها  وتربيتها على البذل والسخاء والإنفاق، وتعويد القلب واليد على ذلك حتى يصبح عادة من عاداته ، فينتصر المسلم على نفسه ويحررها من عبودية الدرهم والدينار فتطهر النفس وتزكو في مدارج المحسنين.
- التقرب إلى الله سبحانه والطمع في رضاه وجنته.
- تحقيق شكر نعمة المال والاعتراف بفضل الله سبحانه رجاء البركة والزيادة منه سبحانه.
ب- الأبعاد الاجتماعية للزكاة :
- التخفيف من مشكلة الفوارق الاجتماعية وإعادة التوازن إلى المجتمع .
- القضاء على ظاهرة التسول والتشرد بتشغيل القادرين وضمان المعيشة للعاجزين .
- تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بمختلف الطبقات .
- تحقيق التآلف بين القلوب وخاصة بين الفقراء والأغنياء . إضافة إلى تحقيق الرعاية الاجتماعية للفئات المهمشة وذوي الاحتياجات الخاصة والتخفيف من آلامها.
ج- الآثار الاقتصادية للزكاة :
- تحقيق التنمية الاقتصادية المثلى للمجتمع .باعتبار أن الزكاة تعتبر موردا أساسيا من موارد بيت المال (الخزينة العامة) والتهرب من أدائها أو الغش فيها نادر الحصول.
والفرد المسلم مطالب بأداء هذه الفريضة العظيمة وإقامة هذا الركن وإن فرطت الدولة في المطالبة بها ، أو تقاعس المجتمع عن رعايتها،لأنها قبل كل شيء عبادة وقربة وتزكية.

Under Creative Commons License: Attribution

فقه الصلاة

  

تعريف الصلاة: 
الصلاة لغة: الدعاء، قال اللّه تعالى: ﴿ خُذْ منْ أَمْوَلِهمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ و تُزَكِّيهِمْ بِهَا و صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلواتك سَكَنٌ لَّهُمْ وَ آللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ و الصلاة في الشرع: عبادة اللّه ذات أقوال و أفعال معلومة مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، و سميت صلاة لاشتمالها على الدعاء
أهم خصائص ومميزات الصلاة المبرزة لمكانته الصلاة في الإسلام:

 
الصلاة عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، ففي حديث معاذ -ر ضي اللّه عنه - أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: (( رأس الأمر الإسلام، و عموده الصلاة، و ذروة سنامه الجهاد)). رواه الترمذي 2616
 - 
أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله و فساده بصلاح صلاته و فسادها، فعن أنس بن مالك - رضي اللّه عنه - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: (( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة: الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله و إن فسدت فسد سائر عمله )). رواه النسائي 465 والترمذي 413
 
آخر ما يفقد من الدين، فعن أبي أمامة مرفوعًا: ( لتُنقضن عرى الإسلام عُروة عُروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضًا الحكم و آخرهن الصلاة ).ƒ
 - 
آخر وصية أوصى بها النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته، فعن أم سلمة - رضي اللّه عنها - أنها قالت، كان من آخر وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ( الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم.
 - 
أعظم أركان الإسلام و دعائمه العظام بعد الشهادتين، فعن عبد اللّه بن عمر - رضي اللّه عنهما - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: (( بني الإسلام على خمس..).
 
فلم ينزل بها ملك إلى الأرض ، ولكن شاء الله أن ينعم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالعروج إلى السماء وخاطبه ربه بفرضية الصلاة مباشرة ، وهذا شيء اختصت به الصلاة من بين سائر شرائع الإسلام
 
فرضت خمسين صلاة، وهذا يدل على محبة اللّه لها، ثم خفف اللّه - عز و جل - عن عباده ففرضها خمس صلوات في اليوم و اللّيلة، فهي خمسون في الميزان و خمس في العمل، و هذا يدل على عظم مكانتها.
 
كما أنها العبادة الوحيدة التي لا تنفك عن المكّلف، وتبقى ملازمة له طول حياته لا تسقط عنه بحال حتى في حالة النوم أو النسيان.ˆ
 
أمر اللّه النبي محمدًا صلى اللّه عليه و سلم وأتباعه أن يأمروا بها أهليهم، قال اللّه - عز و جل -: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِآلصَّلاَةِ وَ آصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْألُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَ آلْعَاقِبَةُ لِلتَقْوَى ﴾.

فوائد الصلاة الروحية والتربوية :

 
عقد الصلة بين العبد وربه، بما فيها من لذة المناجاة للخالق وإظهار العبودية لله وتفويض الأمر له، وفي الحديث: إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه.أخرجه البخاري.˜
 
المسلم عندما يخشع في صلاته ويمتن الصلة بخالقه، ويعرف حقيقة وجوده في الحياة الدنيا ومهمته في هذا الوجود فإنه يبدأ بالإقلاع عن ذنوبه رويداً.. رويداً وينتهي عن سيئات أعماله.˜
قال تعالى: { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } [ سورة العنكبوت: الآية 45 ].
 
فالصلاة مدرسة خلقية وعملية انضباطية تربي فضيلة الصدق والأمانة والاستقامة وتجعل المسلم قوياً، أقوى من عواطفه، غير جزع ولا هياب، شجاعاً مقداماً كريماً.˜
قال تعالى: { إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسّه الشر جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً إلا المصلين } [ سورة المعارج: الآيات 19-22 ].
 
الطمأنينة النفسية التي هي أهم ثمار الصلاة تساعد في الوقاية من الاضطربات والأمراض النفسية. قال صلى الله عليه وسلم: " قم يا بلال أرحنا بالصلاة " [ رواه أبو داود ].˜
 
محاولة الخشوع المستمرة تشكل أفضل تدريب لتعويد النفس على حصر اهتمامها في شيء واحد أو بمعنى آخر لتركيز تفكيرها في جانب واحد.˜
فوائد الصلاة الاجتماعية:

 
إن في إقامة الصلاة تقوية للعقيدة الجامعة لأفراد المجتمع وفي تنمية روابط الانتماء للأمة وتحقيق التضامن الاجتماعي.˜
 
في صلاة الجماعة إعلان مظهر المساواة بين أفراد الأمة ووحدة الكلمة والتدرب على الطاعة في القضايا العامة أو المشتركة باتباع الإمام فيما يرضي الله تعالى.˜
 
في صلاة الجماعة تعارف المسلمين وتآلفهم، وتعاونهم على البر والتقوى، وتغذية الاهتمام بأحوال المسلمين العامة، ومساندة المريض والضعيف والمحتاج، مما يقوي بنيان الأمة ويدعم أركانها˜
 
و من أجل ذلك لم يتسامح الشارع مع أي إنسان مهما كانت حالته بترك الصلاة، ولكن على قدر طاقته. وذلك حتى لا تفوته منافعها:á
عن عمران بن حصين قال: كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال: " صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تسطع فعلى جنب " [ رواه البخاري والترمذي وأحمد وأبو داود ].
فوائد الصلاة الصحية والرياضية:

 
يقول فارس علوان : " للصلاة دور أساسي ، في تعزيز مناعة˜ 
الجسم ، وتقويته وتنشيطه ، ليكوِّن مقاومة للأمراض ، وقهر العلل 
والآفات "
 
ويقول عبد المعطي قلعجي : فرض الإسلام الصلاة ، وهي دعوة˜
لتنظيف الباطن ، والتخلي عن الفحشاء والمنكر ، وفيها راحة
للضمير ، كما لها من الفوائد الصحية ، التي تعود على المصلي ،
من تقوية عضلاته ومفاصله ، ومساعدة المعدة على هضم الطعام ، و
السجود الطويل الخاشع ، له قوة خارقة ، في انخفاض ضغط الدم العالي .
 
يؤكد مثل هذه الحقائق فارس علوان بقوله : " هذه الصلاة التي˜ 
تعد من أركان الإسلام ، تشمل من جمل ما تشمل : حركات فيزيائية 
مفيدة ، وتمارين رياضية نموذجية ، يعود نفعها الكامل ، ومردودها الوافر ،
على من يقيمها بطريقتها الصحيحة ، ويؤديها بإيمان وخشوع ، علاوة 
على ما وعد الله المصلين من جزيل العطاء ، وكثير الثواب ، وبشرهم 
بمغفرة وتكريم ونعيم مقيم ... .
من الفوائد الصحية كذلك:.w
توسيع الشرايين والأوردة، وإنعاش الخلايا.- تنشيط الجهاز الهضمي، ومكافحة الإمساك.- إزالة العصبية والأرق.- زيادة المناعة ضد الأمراض والالتهابات المفصلية.- تقوية العضلات وزيادة مرونة المفاصل.
إزالة التوتر والتيبس في العضلات والمفاصل، وتقوية الأوتار والأربطة وزيادة مرونتها.- تقوية سائر الجسم وتحريره من الرخاوة.- اكتساب اللياقة البدنية والذهنية.- زيادة القوة والحيوية والنشاط.- إصلاح العيوب الجسمية وتشوهات القوام، والوقاية منها



Under Creative Commons License: Attribution

الجهاد في الإسلام : حقيقته دوره في صيانة العقيدة الإسلامية



مما لا مراء فيه أن للحضارة مكاناً سامياً في تاريخ الإسلام والمسلمين، وما الحضارة إلا نتاج فكري إنساني متقدم، لبناء الحياة والإنسان من أجل مستقبل أفضل وأكرم.وقد استطاعت الحضارة الإسلامية أن تضع آثارها، وتترك بصماتها على كثير من الحضارات الإنسانية، وبخاصة الحضارة الغربية في أوروبا، والحضارة الشرقية في بلاد الهند وفارس وغيرها...
هذه الثروة الضخمة من التراث الإسلامي في النواحي العلمية والفكرية والروحية والإنسانية والتشريعية ليست إلا عطاءً حضارياً متقدماً قدمه علماء المسلمين من خلال جهادهم واجتهادهم.
ويعنينا في هذا المقام جانبٌ واحدٌ من هذا التراث الضخم، ألا وهو فكر فقهاء المسلمين الذي لم ينل في العصر الحديث التقدير الجدير به، لدى كثير ممن أرَّخُوا للحضارة الإنسانية.
 إن من سمات العصر تعدد الوقائع، وازدياد الحوادث والقضايا، التي لم يسبق أن وردت بخصوصها حلول قاطعة، وإجابات وافية كافية - مثل: الشؤون الاقتصادية: من معاملات البنوك والمصارف، ومصير فوائد الأموال المودعة، والاعتمادات والحسابات الجارية، وكذلك مشاكل عقود التأمين...
لهذا كله فقد أدركت البشرية اليوم أن الشريعة الإسلامية هي الدواء الناجع لكل أمراضها ومشاكلها، وهي في بحثها عن المنقذ لها مما حاق بها من مشكلات إنما تبحث عن الإسلام دون أن تعرف حقيقته.
ومع أن الوحي الإلهي هو أساس التشريع الإسلامي وينبوعه الخصب، فإن الإسلام لم يترك العقل البشري هملاً، بل فتح الباب لإعمال هذا العقل في البحث والتخطيط واستنباط الأحكام من مصادرها، ووضع الحلول لكل القضايا المطروحة على الساحة الإنسانية، وذلك بفتح باب الاجتهاد في كل زمان ومكان، لأن الإسلام يحوي نظرة شمولية ترى أن البشر كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
أولا:  الاجتهاد ضرورة شرعية وحضارية
1- تعريف الاجتهاد: فالاجتهاد لغة: بذل الجهد واستفراغ الوسع في أي فعل من الأفعال.
واصطلاحاً: بذل المجتهد وسعه في طلب العلم بالحكم الشرعي بطريق الاستنباط من أدلة الشرع.
ومورد الاجتهاد هو النوازل مما لا نص فيه، أو فيه نص ظني الثبوت والدلالة، أو ظني أحدهما، أو ما فيه تعارض، أما مسائل العقيدة، والقطعيات من المسائل الفقهية التي أجمعت الأمة عليها فلا اجتهاد فيها.
2- مفهوم الاجتهاد: الاجتهاد هو منهج المسلم للتفاعل الشرعي مع كل من الوحي والكون واستنطاقهما لاستنباط السنن واستدرار الحكم وفق آيات التنزيل، وهو منهج أصيل بناه القرآن والسنة النبوية، منطلقه الوحي، وقاعدته التفكير والتدبر العلمي المنهجي المنضبط، والفطرة السليمة المؤيدة بالهدي الرباني.
3- تعريف المجتهد: هو الفقيه العالم الذي يستفرغ وسعه لتحصيل حكم شرعي، ولابد أن تكون له ملكة يقتدر بها على استخراج الأحكام الشرعية من مظانها، وعلى هذا فإن من له دراية بالأحكام الشرعية من غير أن تكون له قدرة على استنباطها من الأدلة، لا يسمى مجتهدا.
4- منزلة المجتهد: للمجتهد في الإسلام منزلة رفيعة، لأنه يتكلم مبينا حكم الله سبحانه وتعالى، فهو مبلغ إياه إلى الناس ومعلم ومرشد، لقوله صلى الله عليه وسلم( إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينار ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)
5- حكم الاجتهاد وحجيته: 
1- الاجتهاد ضرورة شرعية: الاجتهاد فرض كفائي. والدليل على فرضيته ثابت بالقرآن والسنة والإجماع.
- القرآن: يقول تعالى:  {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} 122 التوبة هذه الآية أصل في وجوب الاجتهاد على كل الأمة، ومنها قرر العلماء عبر العصور انه على كل جماعة مجتمعة في قرية أو مدينة أن تفرغ نفرا من الناس للتفقه في الدين.
- السنة: ولقد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية الاجتهاد في حياته، حين أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قاضياً، قال له: (كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله ؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم).
2-الأحكام الاجتهادية أحكام شرعية وحجية:  كل اجتهاد شرعي سليم يعتبر جزءا لا يتجزأ من الدين إذا توافرت قيه أصول الاجتهاد وشروطه، يجب أن يلتزم المجتهد بها أولا، ثم غير القادر على الاجتهاد ثانيا ومن لم يجد أمامه سوى هذا الاجتهاد ثالثا. وإذا تعددت الاجتهادات في المسالة الواحدة فالواجب عدم الخروج عن تنلك الاجتهادات.
3-مقاصد الاجتهاد:  للاجتهاد مقاصد سامية أهمها:
أ- خلود الشريعة الإسلامية:  أي أنها رسالة خالدة لأنها تتضمن أصولا ثابتة وقواعد منظمة تتميز بالسعة والمرورنة، مما يجلها قبلة للتطور، ومواكبة للحياة بمستجداتها وظروفها وملابساتها في كل الأعصار إلى قيام الساعة. كما أنها شريعة عالمية قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} 107الأنبياء
ب- قيومية الدين الإسلامي: بالاجتهاد يتحقق حسن تنزيل مراد الله تعالى على الواقع الإنساني، وهذا المقصد يتطلب فهما علميا ومنهجيا لكل من الوحي والواقع.
ج- تحقيق العدالة وضمان الحقوق: لا يتأتى ذلك إلا بحفظ الضروريات الخمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال وما يقابلها من واجبات والتزامات. ويعتبر الاجتهاد آلية الشريعة لتحقيق ذلك.
ثــانــيا:    مجالات الاجتهاد واسعة وأنماط ممارسته متعددة
1- سعة فضاء الاجتهاد ومجالاته:
أ- الاجتهاد يعم كل مجالات الحياة: الاجتهاد في الإسلام لا يقتصر على المجال الفقهي التشريعي فقط ، بل يشمل كل الحقول الفكرية والمعرفية والسلوكية وكل مناحي الحياة، غير أن الاجتهاد في الفقه والتشريع يحتل المرتبة الأولى نظرا لحاجة المسلمين المستمرة إلى تحديد الشرع في كل القضايا والمستجدات والنوازل.
ب- الاجتهاد يعم كل منظومات الشريعة:
أ- ما لا يجتهد فيه: أجمعت الأمة الإسلامية على منع الاجتهاد في كل مسألة شرعية دليلها قطعي الثبوت قطعي الدلالة، سواء تعلقت بمجال العقائد مثل الإيمان بالله تعالى والبعث والحساب...أو ارتبطت بمجال التشريعات العملية مثل الإيمان بفرضية الصلاة والزكاة وحرمة الخمر والربا. أي منع الاجتهاد في القطعيات لأنها تشكل أصول المعتقدات والأحكام الشرعية والثوابت التي يؤدي الاجتهاد فيها إلى إبطال أصل الدين.
ب- ما يجتهد فيه: هو كل مسالة شرعية ليس فيها دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة. والدليل على جواز الاجتهاد فيها ورودها على وجه مظنون. ولا يجوز تأثيم أو تكفير المجتهد في المسائل الاعتقادية والعملية التي أدلتها ظنية.لن الاختلاف فيها لا ينتج عنها إبطال أصل الشريعة والدين.
2- أقسام الاجتهاد: للاجتهاد تقسيمات من جوانب متعددة:
أ- من حيث التجزؤ وعدمه:
- المجتهد الجزئي: هو كل عالم ذو ملكة علمية عامة، تخصص في دراسة بعض الأبواب أو المسائل حتى بلغ فيها درجة الاجتهاد، لكن بقي دون تلك الرتبة فيما سواها.
- المجتهد الكلي: هو كل مجتهد ذو ملكة علمية عامة تخوله الاجتهاد في سائر الأحكام الفقهية.
ب-من حيث الإطلاق والانضباط بأصول أحد المذاهب: وينقسم الاجتهاد بهذا الاعتبار على قسمين اجتهاد مطلق واجتهاد في المذهب ( المنتسب).
- المجتهد المطلق: هو الذي يعتمد على مداركه في أصول الاجتهاد العامة ومسالك الاستدلال وقواعد تفسير النصوص، ودلائلها وأحكامها. ( الأئمة الأربعة ومن على شاكلتهم)
المجتهد المنتسب: هو كل من يلتزم منهج أحد الأئمة في أصول الاجتهاد ومسالك الاستدلال، ثم يسبني على ذ=لك المنهج ما قد يستقل به من الاجتهاد في الأحكام الفقهية المختلفة، أي مجتهدا في المذهب.
ج-من حيث جهة الاجتهاد وعدمه:
- الاجتهاد الإنشائي: وهو استنطاق حكم جديد في مسألة من المسائل، ويكون غالبا في المسائل المستجدة التي لم يعرفها السابقون ولم تكن في أزمنتهم.
- الاجتهاد الانتقائي: ويكون باختيار أحد الآراء المنقولة عن الفقهاء السابقين، أي ترجيح رأي على غيره من الآراء والقوال الأخرى.
د- منحيث الجهة المصدرة للاجتهاد:
- الاجتهاد الفردي: وهو الاجتهاد الذي بصدر عن فرد واحد تتوفر فغيه الشروط العلمية والسلوكية.
- الاجتهاد الجماعي:وهو الصادر عن جماعة بعد المدارسة والنظر الجماعي. وأول من شرع الاجتهاد الجماعي هم الخلفاء الراشدون، وبخاصة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
ثــالــثــا: شروط الاجتهاد وضوابطه
المجتهد قائم في الأمة مقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكي يكون أهلا لهذا المقام لابد من أن تتحقق فيه مجموعة من الشروط التي نص عليها العلماء وأوجبوها في كل أصناف المجتهدين ، وقسموها إلى شروط قبول وشروط صحة:
1-شروط قبول الاجتهاد: لا يقبل اجتهاد من لم تتوفر فيه شروط ثلاثة:
1- الإسلام:فلا عبرة باجتهاد غير المسلم
2- التكليف:إذ به يرتبط الإدراك، والتمييز، والوعي بالمسؤولية الشرعية، واكتمال الملكات العقلية. ولا يجوز الاجتهاد دون توفر هذه الشروط.
3- العدالة: هي ملكة في النفس، تحمل صاحبها على اجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر، والبعد عما فيه خرم المروءة. ومن ليس عدلا لا يقبل اجتهاده.
2-شروط صحة الاجتهاد: لا يمكن للمجتهد أن يجتهد إلا إذا توفرت فيه الشروط الآتية:  
- معرفة الكتاب: أن يكون المجتهد عالما بالقرآن الكريم وأحكامه الشرعية التي جاء بها، وبطرق استنباط الأحكام الشرعية منها.
- معرفة السنة النبوية: أن يكون على علم بالسنة النبوية الشريفة وبالأحكام الشرعية التي وردت فيها.
-معرفة اللغة العربية:  أن يكون عالما بالغة العربية وفنونها من بلاغة ونحو وصرف، وحقيقة ومجاز... .
- معرفة أصول الفقه: أن يكون عالما بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه مدلولاتها، وعارفا بكيفية استنباط الأحكام من مصادرها .
- معرفة مقاصد الشريعة:  أن يكون عالما بمقاصد الشريعة ليلتزم في اجتهاده بالأهداف العامة التي قصد الشارع حمايتها، لأن فهم النصوص وتطبيقها على
                                الواقع متوقف على معرفة هذه المقاصد.
 -قواعد الفقه الكلية:  أن يكون عارفا بالقواعد الكلية للفه الإسلامي.
- معرفة مواقع الإجماع:  أن يكون على علم تام بمواقع الإجماع حتى لا يجتهد أو يفتي بخلاف ما وقع عليه الإجماع.
- معرفة أحوال عصره: وأن يكون عالما بوقائع أحوال الناس ومعاملاتهم، عالما بالفقه أصلا وفرعا وخلافا ومذهبا مع إخلاص النية وسلامة الاعتقاد.
الاجتهاد الجماعي
* إن صعود الإسلام إلى سطح الأحداث؛ إيجاباً وسلباً، والواقع الفكري والاجتماعي والسياسي الراهن بمختلف تنوعاته وأصعدته ومجالاته: أتاح المجال لبروز كثير من المقولات التي تستثير على الإسلام عدداً من الإشكاليات الفكرية النظرية والحياتية العملية.
ومن هنا فإن الحديث في الآونة الحاضرة قد كَثُر عن مسألة الاجتهاد والمشاكل العويصة والمعقدة، التي بات المسلمون يواجهونها لتفعيل دور الإسلام؛ عقيدة وشريعة، وسلوكاً ومنهج حياة، وبخاصة لما كثر الكلام من الناس في إبداء الرغبة الجادة والملحة في الالتزام بالإسلام على المستوى العملي والحياتي، من خلال الصحوة العلمية والفكرية التي يشهدها العالم اليوم.
يقول المفكر الدكتور محمد عمارة:((الاجتهاد عقد قران بين روح الشريعة ومقاصدها وبين الواقع المتطور والمصالح المتجددة)).
وفي زمن التخصص العملي، لا بد من التنبه إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي؛ عصماً للفتاوى عن الزلل، وصيانة للفكر عن الزيغ، وتأكيداً على التلازم المتقن بين التخصصاتالمختلفة.
يقول الإمام الغزالي في مقدمة المستصفى: ((أشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل؛ فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل؛ فلا هو تَصَرُّف بمحض العقول؛ بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبني على محض التقليد؛ الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد)).
ومن جهة أخرى: فإن التخلف الذي تشهده الحركة الفقهية إزاء تسارع حركة الأحداث وجملة المشاكل وكثرة الصعوبات، التي يعاني منها المجتمع الإسلامي لا يعبر عن حقيقة الفقه الشمولي، ويشير إلى ضرورة الحديث عن أهمية الفقه وشموليته، وعن أسباب تخلفه وتراجعه عن الساحة الميدانية العملية الحياتية.
  أهم الأسباب التي أدت إلى تخلف الفقه إزاء الأحداث:
-* غياب الاجتهاد عن الساحة العملية ( الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
 * عدم الاهتمام بالاجتهاد الشامل في مباني الشريعة.
* جمود بعض المشتغلين بالفقه عند نصوص مَن سبقهم دون الأخذ بالنبع الصافي؛ القرآن والسنة.
Under Creative Commons License: Attribution

الإيمان بالغيب : مفهومه وضرورته



1- النصوص :     الآيات (1-5) من سورة البقرة + الآية 177 من نفس السورة.

- استخراج المضامين :

- دعوة المومنين وترغيبهم في الاتصاف بصفات أهل الهداية والفلاح ليسلكوا سلوكهم فيهتدوا ويفلحوا في دنياهم وأخراهم .                     - الحث على طلب الهداية من القرآن الكريم .  - الإيمان بالغيب وأركان الإيمان من سمات المومنين.

* تحليل عناصر الدرس :

   • أقسام الوجود :    ينقسم الوجود الذي نحيا فيه إلى عالمين : عالم الشهادة : وهو المدرك بالحواس .

وعالم الغيب : وهو محجوب عن حواس الإنسان لا يعرف إلى عن طريق الوحي وهو موضوع هذا الدرس.

1) مفهم الإيمان بالغيب :

الغيب لغة : كل ما غاب عن الإنسان وما لا يدركه حسه ، يقال غاب الشيء إذا استتر واحتجب .

واصطلاحا :  هو ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضى من رسول.

• والمقصود بالإيمان بالغيب : التصديق الجازم بكل المغيبات التي أخبرنل الله ورسوله عنها دون تردد أوشك.

• ما يندرج تحته : أركان الإيمان الستة التي تعد أصلا لما سواها ، كالبعث والنشور والجنة والنار والحساب والميزان والصراط والروح والجن..........الخ.

2) ضرورة الإيمان بالغيب :   الإيمان بالغيب : خاصية إنسانية يتميز بها عن غير العقلاء اختبارا من الله .

- توسيع الإنسان حدود محيطه المادي الضيق المحسوس. وإدراكه أن الكون أكبر وأوسع من هذا الحيز الضيق الذي يعيش فيه .

- تحرير فكر الإنسان من الاشتغال بأسئلة وقضايا تتجاور إمكاناته ووسائله .

- توجيه جميع طاقاته الفكرية لدراسة سنن الله في الكون والاستفادة من ذلك في تنمية ذاته ومجتمعه في كل المجالات .

• العقل و الغيب :   كل محاولة لإدراك حقائق الغيب بالعقل فهي محاولة فاشلة وتبدد طاقة العقل التي لم تخلق لمثل هذا المجال، والطريقة الوحيدة لمعرفة الغيب هو كلام الله سبحانه وسنة رسوله e.

3) أثار الإيمان بالغيب في حياة الفرد والجماعة :  للإيمان بالغيب آثار إيجابية كثيرة في حياتنا منها :

  - إعطاؤه معنى إيجابيا للحياة وقيما ضرورية للتعايش بين الناس في سلام وأمان .

  - تنمية الشعور بوحدة البشرية ووحدة دينها – ورسلها – ومعبودها .(الإيمان بالكتب )

  - الابتعاد من التعصب المقيت ضد الديانات الأخرى .

  - تلمس رعاية الله للبشرية البادية في توالي الرسل عبر الأزمنة والأمكنة ....

  - ربط الإنسان بالمصير والجزاء الذي ينتظره وإدراك الغاية من وجوده .(الإيمان بالآخرة)

 - الشعور بأن الحياة الحقيقية هي الأخرى وأن الحياة الدنيا مجرد قنطرة ومعبر لها .

  - تنمية التقوى في الضمير ومراقبة الله في السر والعلن .

 - تربية الشخصية المتوازنة السوية القادرة على تنمية نفسها ومجتمعها .

 - الإيمان بالغيب حصانة من الوقوع في شراك الخرافات والشعوذة والدجل......والله أعلم.


Under Creative Commons License: Attribution

جديد الدروس