بسم الله الرحمان الرحيم
ستجدون في هذا الدرس آراء الفلاسفة والتي تفيدكم لبناء موضوعكم الفلسفي ،
آراء الفلاسفة تكون في قسم المناقشة،، سأضع بين أيديكم لاحقا تصميم المنهجية الواجب إتباعه، لا يجب الإكتفاء فقط بهذه الآراء.
وجود الغير:
- يشكل مفهوم الغير مفهوما حديثا في الفلسفة وان كان حاضرا ضمن الفلسفات القديمة.من بين الإشكالات التي يثيرها مفهوم الغير تلك التي ترتبط بإشكالية وجود الغير فكيف يتحدد إذن وجود الغير؟
لقد اختلفت التصورات الفلسفية في إجابتها عن هذه الإشكالية
فنجد الفيلسوف" ميرلوبونتي" ينظر إلى وجود الغير كوجود مزدوج,فهو وجود في ذاته ووجود لذاته.ذلك إن الغير يتبدى للأنا كمعطى امبريقي انه شيء من الأشياء بحيث ان أول ما يدرك في الغير هو صورة جسده من ثم فهو مجرد موضوع من المواضيع الطبيعية.لكن الغير ليس فقط شيئا من الأشياء بل هو ذات واعية مقابلة لذاتي.وعليه فالغير من حيث هو وجود امبريقي يكون موجودا في ذاته ومن حيث هو ذات واعية يكون موجودا لذاته.
وفي نفس السياق ينخرط الفيلسوف"جون بول سارتر" الذي ينظر إلى وجود الغير كوجود سلبي ووجود ايجابي فهو سلبي لأنه يحد من حرية الأنا وهو وجود ايجابي لأنه سبب من خلاله يمكن للانا إدراك وجوده هكذا إذن يتحول الغير إلى ذلك الوجود الذي من خلاله يتسنى للأنا إثبات وجوده.
وينضم إلى هذا النقاش الفيلسوف"هورسل" الذي يعتبر بأن وجود الغير هو وجود مزدوج انه ذات او موضوع.فهو شيء من الأشياء وهو ذات واعية تدرك العالم وتوجد في العالم .فالغير إذن يتحدد وجوديا من حيث انه تجربة انفتح عليها وتفاعل معها وأثر وتأثر بها إنها تجربه الآخرين أو بعبارة اخري هو تجربة الإنسان في العالم.
- تأسيسا على م اسبق يمكننا أن نخلص إلى القول بأن مفهوم الغير من الناحية الوجودية قد أثار العديد من التساؤلات والاستفهامات الشيء الذي ينم عن خصوبته وعن طبيعته الاشكالية.
معرفة الغير:
- الى جانب إشكالية وجود الغير يثير مفهوم الغير إشكالية أخرى تتمثل في معرفة الغير.فهل معرفة الغير ممكنة أم غير ممكنة ؟ وإذا أمكننا أن نعرف الغير فهل نعرفه كذات واعية مقابلة لذاتي أم كموضوع خارجي منفصل عني ؟أم كمجرد مقولة وجودية؟
يعتبر الفيلسوف الوجودي "جون بول سارتر" أن معرفة الغير غير ممكنة ذلك لأنه الأنا الذي ليس أنا.ومن ثم فهو يتغاير ويختلف معي .وهكذا فإنني حينما أدركه فأنا أدركه كموضوع خارجي انه مجرد معطى امبريقي فهو الجسد الذي لا يشبه جسدي ومن ثم تفصلنا عنه مسافة انطولوجية إن الغير إذن حسب سارتر تجمعني معه علاقة نفي و لَيْسٍ وعَدَمْ وإِسْتِحَالَة فهو وان كان يتبدى لي كصورة ذهنية فان معرفته تظل مع ذلك غير ممكنة .ٍ
في ذات السياق بنا ’ميرلوبونتي’تصوره حين اعتبر أن إدراك الغير غير ممكن لأنه يتبدى للأنا كسلوك وتجربة داخلية فهو يحضر أمام الأنا كوضعية شعورية ونفسية مستحضرة أو كوضعية معيشة في كلتا الحالتين فالغير لا يعني الأنا ومن ثم فتجربته مختلفة عن تجربة الأنا وعليه فمعرفته غير ممكنة وان كنا نخلق وضعية غير مشتركة نتواصل من خلالها.
أما ’مالبرانش’ فقد أسس تصوره حول هذه الإشكالية من اعتبار أن معرفة الغير غير ممكنة بحيث أن هذا الغير يتبدى للانا كوعي وكإحساس وهكذا فوعي الأنا مختلف عن وعي الآخر وإحساسه مختلف عن إحساس الآخر فليست هناك ميولات مشتركة بين الناس لأنه ما هو خير بالنسبة لي هو شر بالنسبة للآخر.وما هو لذة بالنسبة لي ألم بالنسبة للآخر. إذن وتبعا لهذا فمعرفة الغير غير ممكنة
العلاقة بالغير:
- تعتبر إشكالية العلاقة بالغير صلب إشكالية مفهوم الغير,إذ في هذا الإطار تواجهنا جملة من التساؤلات والاستفهامات من قبيل.كيف تتحدد علاقة الأنا بالآخر؟ هل هي علاقة تشابه وتطابق؟ أم هي علاقة تباين واختلاف وتغاير؟ وبالتالي إذا كان الغير هو الذات الواعية المقابلة لذاتي أي الأنا الذي ليس أنا.فكيف تتحدد علاقتي به؟
لقد شكلت هذه التساؤلات بؤرة إشكالية توزعت إزاءها التصورات الفلسفية المختلفة.
ونجد الفيلسوف "مارتن هيدجر" ينخرط ضمن النقاش المتعلق بإشكالية العلاقة بالغيرالتي هي تتجاوز مستوى التحاور الانطولوجي الى مستوى الالتقاء والاشتراك في بناء التجربة الوجودية الانسانية الحيوية المشتركة وهكذا نجد "هيدجر" ان الانا يوجد في الوجود هنا أي يوجد في العالم وهو وجود يتحدد من خلال الوجود مع والوجود من اجل فالوجود مع هو اشتراك الأنا مع باقي الموجودات في الوجود إما الوجود من اجل فهو اشتراك الأنا مع الغير أي مع الذوات العاقلة الأخرى في الوجود وانطلاقا من هذا الوجود يسعى الأنا إلى أن يؤسس علاقة التقاء واشتراك مع الغير وهي علاقة تروم تجربة إنسانية وجودية حيوية مشتركة.ويرى بأن علاقة الأنا بالغير هي علاقة التقاء واشتراك,وبالتالي فهي تتجاوز كونها مجرد علاقة تحاور وجودي
وتساهم المفكرة الفرنسية "كريستفا" في هذا النقاش بحيث تتناوله من زاوية أخرى هي زاوية الغرابة فنحن غالبا ما نعتقد أن الآخر مختلف عني والمتباين لهويتي والمتغاير معي من حيث اللون والعرق والدين واللغة ان هذا الآخر البعيد هو الغريب الذي يهدد كياني وما علي إلا أن ادخل معه في علاقة صراع ومواجهة . وتعتبر الغير الذي ينظر إليه كغريب هو ليس كذلك في الواقع بل نحن نكون عنه فكرة غريبة تسكننا على نحو غريب ذلك انه اذا انفتحنا على الآخر فسوف نكتشف انه ذات واعية تشبهنا ويمكن أن نتواصل معها ونأسس علاقة ايجابية أساسها التسامح والانفتاح والحوار والتواصل علاقة تمكننا من بناء تجربة إنسانية مشتركة.
وينضم "ميرلوبونتي" إلى السجال الدائر حول إشكالية العلاقة بالغير بحيث يرى أن العلاقة بين الأنا والآخر يمكن أن تكون ايجابية قائمة على الانفتاح والتعارف والتواصل وذلك فقط حينما تكف الذوات صمتها وتخرج عن عطالتها لهذا يمكن للانا أن ينفتح على الآخر ليتعرف عليه ويؤسس معه علاقة ايجابية يمكن أن تتحول إلى علاقة تعايش وتطابق وتماهي .
إخواني لا زال هناك متسع من الوقت فإستغلوه جيدا،، لا تنتظروا حتى الأيام الأخيرة وتبدأوا الإستعداد للغش،،
المرجوا نشر الموقع و شكراااااا
0 التعليقات :
إرسال تعليق