المنهجية العامة للكتابة الإنشائية الفلسفية السليمة
تشكل المنهجية مسألة أساسية في التحضير للإمتحان الوطني على اعتبار أن تصحيح انجازات المترشحين من طرف الأساتذة يتركز حول مدى ضبط المترشح لمنهجية الإنشاء الفلسفي و مدى قدرته على صياغة المعلومات و التصورات الفلسفية في قالب منهجي سليم يستجيب لشروط سلامة اللغة و التماسك المنطقي للأفكار.
و على ذلك الأساس ارتأينا اقتراح منهجية سلسة و شاملة صالحة للتطبيق في كل صيغ السؤال الفلسفي: النص، القولة و السؤال المفتوح. وهي منهجية تجمع ما بين القواسم المشتركة الموجودة في كل منهجيات الصيغ السالفة الذكر.
تتوزع هذه المنهجية على مرحلتين أساسيتين هما:
أولا: مرحلة الفهم و التي تشكل نسبة 50 في المائة من الإنشاء الفلسفي و تتمثل في لحظتين أساسيتين هما:
_ لحظة القراءة المتعددة للسؤال (سواء أكان نصا أو قولة أو سؤالا مفتوحا) لأن القراءة الواحدة قد توقع في خطأ الخروج عن المطلوب من السؤال، لذلك من الضروري قراءة السؤال عدة مرات بهدف فهمه نشكل جيد و القدرة على موضعته في المجزوءة المناسبة و المفهوم و المحور المناسبين.
_ لحظة تفريغ المعلومات و الرصيد المعرفي المتعلق بالأطروحة المتضمنة في السؤال في المسودة، بمعنى ضرورة كتابة كل موقف و كل فكرة و كل تصور له علاقة بموضوع السؤال المطروح و حتى و لو بشكل غير منظم لأن تنظيم المعلومات سيأتي في مرحلة الشروع في صياغة الإنشاء الفلسفي.
ثانيا: مرحلة الشروع في كتابة الإنشاء الفلسفي و التي تشكل نسبة 50 في المائة المتبقية من الإنشاء الفلسفي، و تتوزع على ثلاث لحظات أساسية:
1/ لحظة المقدمة:
تتضمن مقدمة الإنشاء الفلسفي تقديما عاما يتمحور حول التعريف الموجز للمجزوءة التي يتحرك في إطارها موضوع السؤال، ثم كتابة تقديم خاص يتعلق بتعريف المفهوم الذي يتحرك في إطاره موضوع السؤال و تذييل هذين التقديمين بأسئلة الإشكالية التي يجب أن تكون محددة و دقيقة ولها علاقة مباشرة بموضوع السؤال.
2/ لحظة العرض:
يجب أن يتضمن العرض ما يلي:
- التحليل: أي شرح وتفسير الأطروحة المتضمنة في السؤال المطروح و ذلك اعتمادا على الرصيد المعرفي الذي تم تفريغه في المسودة في مرحلة الفهم. و يتضمن التحليل كذلك شرحا وافيا لمفاهيم الأطروحة مع الحديث عن حجاج الأطروحة إذا كان المترشح قد اختار النص للإجابة، لأن النص يتضمن الأطروحة مع الأدلة و الحجج التي وظفها صاحب النص لدعم أطروحته و التي يجب ذكرها أثناء التحليل.
- المناقشة: و تعني ضرورة إيراد المواقف المؤيدة للأطروحة المتضمنة في السؤال و التي بينت قيمتها، ثم الحديث عن المواقف المعارضة للأطروحة و التي بينت حدودها و ضعفها.
3/ لحظة الخاتمة:
من المستحسن أن تكون الخاتمة على شكل خلاصة تركيبية لما تم ترويجه في العرض من أفكار و تصورات فلسفية مع إنهائها بسؤال يفتحنا على إشكاليات أخرى جديدة.
آليات التماسك المنطقي للأفكار
تتمثل هذه الآليات في مجموعة من الصيغ و الجمل و العبارات التي نستخدمها من أجل توفير شرط التماسك المنطقي في الإنشاء الفلسفي وتتمثل في ما يلي:
1- صيغ الشروع في عملية التحليل:
_من خلال قراءتنا للسؤال الذي بين أيدينا يمكن القول أنه يتضمن أطروحة مفادها أن..............
_من خلال منطوق السؤال يظهر أنه يراهن على أطروحة ترى بأن...............
_يراهن السؤال الذي بين أيدينا على تصور فلسفي يعتقد بأن...............
2- صيغ الانتقال من التحليل نحو المناقشة: السؤال الانتقالي
-......وإذا كان الأمر كذلك فما هي حدود هذه الأطروحة وما هي قيمتها؟ بمعنى ما المواقف التي أيدتها؟ و ما المواقف الأخرى التي عارضتها؟
أ-الشروع في الحديث عن المواقف المؤيدة:
+ في نفس السياق الذي يتحرك في إطاره الموقف الفلسفي موضوع اشتغالنا يرى الفيلسوف (أ) أن........
+ على نفس المنوال يرى الفيلسوف (ب) بأن..........
+تماشيا مع الفيلسوف صاحب الأطروحة المتضمنة السؤال الذي بين أيدينا، يرى الفيلسوف (ج) أن........
ب-الشروع في الحديث عن المواقف المعارضة:
+إلا أنه وعلى عكس ما جاء به الفيلسوف صاحب الأطروحة التي بين أيدينا يرى الفيلسوف (أ) أن.......
+و على النقيض من ذلك هناك موقف فلسفي آخر يعتقد أن.............
+لكن هناك فيلسوف آخر يذهب مذهبا مناقضا لما جاء في التصور الفلسفي المتضمن في السؤال المطروح يرى أن.........
ملحوظة أساسية: يجب الانتباه للجوانب الشكلية للإنشاء الفلسفي كسلامة الخط ووضوحه و كذلك طريقة تنظيم الف
0 التعليقات :
إرسال تعليق