شخصيات القصة الرئيسة :
سعيد مهران :لص شبه مثقف يدخل السجن
في اللصوصية، وحين يخرج من السجن تبدأ مأساته الحقيقية، فهو يجد أن زوجته
التي طلقته وهو في سجنه قد خانته، وتزوجت من أخلص صديق له في عصابته. ويجد
أن ابنته الصغيرة سناء تنكره انكار الولد الذي لم ير أباه أبدا،
رؤوف علوان :صحفي كان على علاقة صداقة
قوية مع سعيد مهران قبل ان يدخل السجن وفي اثناء دخول سعيد السجن تحدث
تطورات لشخصية رؤوف الذي يصبح كاتبا صحفيا مرموقا بعد ذلك في احدى الصحف
الشيخ الجندي :شيخ ناسك متعبد في صومعته يلتمس سعيد مهران حلا لمشاكله عنده فلا يجد منه الا عبارات صوفية مبهمة
نور :مومس يتعرف عليها سعيد مهران بعد سلسلة من الجرائم ويتبادلان الحب وتقوم بإيوائه في بيتها عند مطاردة الشرطة له .
وهناك مجموعة من الشخصيات الثانوية التي يكاد يختفي فيها عنصر الحوار مثل نبوية وعليش وابنته سناء
الملخص :
تدور احداث القصة حول البطل الرئيسي للرواية سعيد مهران الذي يدخل السجن
بفعل وشاية يقوم بها رجل اسمه عليش الذي بدوره يقوم بالزواج من زوجة سعيد
بعد تطليقها منه
يخرج سعيد مهران من السجن فيجد العالم قد تغير والقناعات قد تبدلت
ويفاجأ ايضا بتنكر ابنته الصغيرة له لانها لا تعرفه
ثم يلجأ الى صديقه الصحفي القديم رؤوف علوان الذي بدل جميع ولاءاته
وشعاراته فلم يظفر بغير النفور والأعراض وتأليب رجال الأمن عليه فيصطدم
بهذا الواقع الاليم
ثم يتوجه كحل اخير للشيخ الجندي في صومعته ملتمسا ان ينشله من هذا المستنقع ولكن يفشل ايضا في الوصول الى حل
فيقرر الانتقام من الخونة وان يسترد سنوات عمره الضائع منه
لقد كانت ازمة البطل منذ البداية، نابعة من تنكر الابنة وخيانة الزوجة وغدر
الصديق.. سناء ونبوية وعليش، هم صناع هذه التركيبة النفسية المأزومة لبطل
القصة.
وتبدأ رحلة الانتقام عند سعيد مهران بعد ذلك
فماذا حدث ؟
عندماخذله الشرفاء انصفه غير الشرفاء،
أنصفته نور ( بائعة الهوى ) عندما أتخذ من بيتها وقلبها مأوى له.. ومع ذلك
فبقدر ما تذوق في رحابها طعم الوفاء تذوق مرارة الأزمة: خانته الزوجة ووفت
له البغى.. أي مفارقة يعدها له القدر؟..
وعندما اهتز قلبه لأول مرة بعاطفة حقيقية نحو انسانة وكانت هذه الانسانة هي
نور، أدرك أن وجوده قد وصل – في مرحلة صعود لا تتوقف – الى قمة العبث.. ان
الكلاب تطارده، وتتربص به،وتسد عليه المسالك.. لا فائدة اذن من أن يبوح
لها بحبه وعرفانه للجميل ان حياته كلها قد غدت وهي تحمل معنى اللاجدوى وكل
الطرق أمام أحلامه قد اصبحت مغلقة!
وبدات رحلة المطاردة
في عملية المطاردة هذه تبين أن القدر نفسه يقف في سخرية مريرة الى جانب
الكلاب فحين يتسلل سعيد مهران ليلا ليغتال صاحبه اللص الخائن عليش تفتك
رصاصاته بمجهول برئ استأجر شقته من بعده وحين تسلل سعيد مهران ليلا ليغتال
المصلح الاجتماعي الداعي رؤوف علوان تفتك رصاصاته بالبواب المسكين البرئ.
وهكذا يفر سعيد مهران كالقنيصة وقد خابت كل آماله في تطهير الدنيا من
الكلاب. ويبدأ طراد من نوع جديد، طراد المجتمع لهذا السفاح الجديد،
فالبوليس وراءه لا يهدأ لأن هذا واجبه والرأي العام وراءه لا يهدأ لأن
الصحافة تستثيره، أما هو فهو معتصم آنا عند بغى عاشقه له اسمها نور تعيش في
بيت على حافة المقابر ومعتصم آنا بين المقابر نفسها حتى يحاصره رجال الأمن
من كل جانب ويوشك أن ينزل بهم وبنفسه الدمار، ولكن قواه تخذله في اللحظة
الأخيرة فيستلم للبوليس.
اللص والكلاب وتعليق عام:
أثبت نجيب محفوظ بما لا يدع مجالا للشك أنه سيد من يبنى البناء في أدبنا القصصي. فهو مهندس من أعظم طراز يعمل بالمسطرة والفرجار
أن كل خصائص القصة الكلاسيكية وصلت في هذه القصة الى حد الكمال
ومضمون "اللص والكلاب" مضمون واقعي في قالب رومانسي ..
واقعي في احداثه ومواقفه وان كانت المواقف لم تخل من مذاق "وجودي" في بعض
الأحيان. ان سعيد مهران بكل ميوله النفسية الناقمة لم يكن الا نمطا انسانيا
صنعته ظروف ضاغطة، ظروف اجتماعية جددت خط سيره في طريق الحياة.. وكل واحد
منا لو نشأ نفس النشاة وتعرض لنفس الظروف
التكنيك الحواري ….
حاول نجيب محفوظ في قصته على المزاوجه بين اللغة الفصحى التي يحرص عليها في
قصصه بعامة وبين اللغة المحكية لينقلنا بواقعية داخل الخطاب النفسي للشخوص
.
عبارات مشهورة على لسان سعيد مهران في القصة ..
" هذا هو رؤوف علوان، الحقيقة العارية، جثة عفنة لا يواريها تراب.. تخلقني
ثم ترتد، تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي، كي أجد نفسي ضائعا بلا
أصل وبلا قيمة وبلا أمل.. ترى أتقر بخيانتك ولو بينك وبين نفسك أم خدعتها
كما تحاول خداع الآخرين؟ ألا يستيقظ ضميرك ولو في الظلام؟ أود ان أنفذ الى
ذاتك كما نفذت الى بيت التحف والمرايا بيتك، ولكني لن أجد الا الخيانة.
سأجد نبوية في ثياب رؤوف، أو رؤوف في ثياب نبوية، او عليش مكانهما، وستعترف
لي الخيانة بأنها اسمج رذيلة فوق الأرض.. كذلك أنت يا رؤوف، ولكن ذنبك
افظع يا صاحب العقل والتاريخ، اتدفع بي الى السجن وتثب أنت الى قصر الأنوار
والمرايا؟ انسيت أقوالك المأثورة عن القصور والأكواخ؟ أما أنا فلا أنسى!"
0 التعليقات :
إرسال تعليق