الثورات الاجتماعية و السياسية :الثورة الفرنسية
مقدمة: تعتبر الثورة الفرنسية من أهم الثورات الاجتماعية و السياسية في تاريخ البشرية عامة و أوربا خاصة. فما هي أسباب و مراحل و نتائج هذه الثورة؟
I - أسباب الثورة الفرنسية
1. كانت فرنسا قبل الثورة خاضعة للملكية المطلقة:
كان الملك لويس 16- مثل أسلافه - يحتكر جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، مروجا لفكرة الحق الإلهي التي ترى بأن الحاكم يستمد سلطته من الله وبالتالي فطاعته واجبة على المواطنين.
2. أضرت التراتبية الاجتماعية بمصالح الهيأة الثالثة :
*تشكل المجتمع الفرنسي من ثلاث هيئات هي :
- النبلاء الذين كانوا يمثلون %2 فقط من سكان فرنسا، لكنهم كانوا يجمعون بين الثروة والحكم.
- الإكليروس الذين كانوا يمثلون %1 ، غير أنهم كانوا يتمتعون بعدة امتيازات منها امتلاك الأراضي الزراعية الشاسعة والحصول على الهدايا، والإعفاء من أداء الضرائب.
- الهيأة الثالثة التي شكلت الأغلبية الساحقة من السكان ( % 97 )، و التي ضمت البورجوازية التي كان لها نفوذ اقتصادي واجتماعي لكنها كانت تفتقر إلى الحكم، وكـــذلك الطبقة الفقيرة التي شملت كلا مـن العمــال والحرفيين وصغار الفلاحين.
3. عجلت الأزمة الاقتصادية والمالية باندلاع الثورة:
- في سنة 1786 م عقدت فرنسا معاهدة تجارية مع بريطانيا. مما أدى إلى غزو المنتوجات الإنجليزية للسوق الفرنسية، وبالتالي إلحاق الضرر بالبورجوازية الفرنسية.
- عانت ميزانية الدولة الفرنسية من عجز كبير حيث كانت المصاريف أكثر من المداخيل.
- شهدت فرنسا سنة 1789 موسما فلاحيا رديئا نتج عنه ارتفاع سعر القمح والخبز وانخفاض الأجور وانتشار البطالة، وبالتالي قيام انتفاضات في المدن والبوادي.
II مراحل الثورة الفرنسية:
1- تميزت المرحلة الأولى( 14 يوليوز 1789 – 10 غشت 1792 ) بإقامة الملكية الدستورية:
* في 14 يوليوز 1789 اندلعت الثورة في العاصمة باريس. ثم امتدت إلى باقي البلاد الفرنسية
* في غشت 1789 أصدرت الجمعية الوطنية القرارات المتعلقة بإلغاء الامتيازات الإقطاعية و إعلان حقوق الإنسان.
* في شتنبر1791 اضطر الملك لويس 16 إلى المصادقة على الدستور الذي وضعته الجمعية الوطنية.في نفس الوقت تآمر على الثورة بدعوته الجيوش البروسية و النمساوية من أجل غزو فرنسا . فكان رد فعل سكان باريس مهاجمة القصر الملكي و إلقاء القبض على الملك في 10 غشت 1792.
2- عرفت المرحلة الثانية ( 10 غشت 1792- 27 يوليوز 1794) الجمهورية الثورية:
* لإعداد دستور جديد أنشئ المؤتر الوطني الذي عوض الجمعية الوطنية في 20 شتنبر 1792 ، و الذي قررإلغاء النظام الملكي.
* أسس الجبليون( اليعاقبة) حكومة ثورية بزعامة روبيسبيير، و أنشأوا لجانا خاصة تولت السلطة الحقيقية لحماية مكتسبات الثورة .
* أصدرت الحكومة الثورية قانون المشتبه فيهم لتصفية خصومها: الجيرونديون.
* أمام تصاعد موجة الإعدامات، دبر الجيرونديون مؤامرة اغتيال روبيسبيير و تخلصوا من حكومته.
3- تمكنت البرجوازية الكبرى في المرحلة الثالثة ( 27 يوليوز 1794 – 9 نونبر 1799 ) من العودة إلى الحكم في إطار الجمهورية المعتدلة:
* حافظت البرجوازية الكبرى على النظام الجمهوري و أقرت الحرية الاقتصادية.
* في سنة 1795 تم تحرير دستور جديد ، بموجبه تأسست حكومة جديدة أطلق عليها حكومة الإدارة
* عجزت حكومة الإدارة عن مواجهة المشاكل الداخلية و الخارجية، فاستنجدت بالجيش في شخص الجنرال نابليون بونابارت الذي سرعان ما قام بانقلاب ضدها في نونبر 1799.
III - نتائج الثورة الفرنسية :
1- أضعفت الثورة الفرنسية الإقطاعية وقوت البرجوازية من خلال القرارات الآتية :
- إلغاء النظام الإقطاعي والمحاكم الفيودالية.
- تجريد النبلاء ورجال الدين من ممتلكاتهم وجعلها تحت تصرف الدولة.
- إلغاء الرسوم الجمركية الداخلية وتوحيد السوق الوطنية وتشجيع الحرية الاقتصادية.
- إلغاء شراء المناصب الإدارية وجعل هذه الأخيرة في متناول المواطنين المتوفرين على كفاءة معينة.
- إقرار الزواج المدني إلى جانب الزواج الديني.
2. وضعت الثورة أسس الديمقراطية السياسية، وأعلنت حقوق الإنسان:
*بمقتضى الثورة الفرنسية أصبح الشعب الفرنسي ينتخب أعضاء البرلمان الذي يمارس السلطة التشريعية وتنبثق عنه الحكومة التي تزاول السلطة. غير أن الانتخاب كان مقتصرا على الذكور الذين يؤدون الضرائب .ولهذا كانت الديمقراطية ناقصة وتخدم بالدرجة الأولى مصلحة البورجوازية.
*أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية إعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي الذي تضمن عدة حقوق من أبرزها المساواة والحرية وحق الملكية والأمن ومقاومة القمع.
خاتمة: قضت الثورة الفرنسية على امتيازات الإقطاعية وعززت مكانة البورجوازية ووضعت أسس الديمقراطية و حقوق الإنسان . و قد واكبتها الثورة الصناعية التي انطلقت من إنجلترا
0 التعليقات :
إرسال تعليق