:
تمثل اليابان أرخبيلا يمتد شرق آسيا، يبلغ عددسكانه حوالي 127.9 مليوننسمة ،ومساحته 372313 كلم² ، يضم عدة جزر أهمها هوكايدوHokkaido،هونشوHonshu،شيكوكو Shikoku، كيوشوKyushu،تغمرها الهضاب والسلاسل الجبلية،وتتعرض لهزات زلزالية وبركانية ولأعاصيرالتسونامي بشكل مستمر،ولاتقدم المؤهلات الفلاحية،ولا تتوفر على الموارد المعدنية والطاقية ،ورغم كل ذلك تعتبر اليابان ثالث قوة اقتصادية في العالم .فماهي الأسس التي ترتكز عليها هذه القوة؟.
I. مظاهر قوة الصناعة اليابانية والعوامل المتحكمة فيها.والمشاكل التي تواجهها.
1) مظاهر قوة الصناعة اليابانية.
· إنتاج صناعي ضخم ومتنوع : تعتبر اليابان ثاني قوة صناعية عالمية في إنتاج الصناعات الأساسية،صناعة الصلب وتكرير البترول والنسيج الاصطناعي والأسمدة والإسمنت والورق والموادالبلاستيكية. والصناعات الميكانيكية-السيارات والدراجات النارية والآلات الفلاحية والمنزلية وصناعة السفن.
· إنتاج صناعي حديث ومتجدد: تشهد الصناعات العالية التكنولوجيا تطورا متواصلا كصناعة الأجهزة السمعية والبصرية والصناعاتالإلكترونية ومركبات الأجهزة الإلكترونية والروبوتيك وصناعة العقولالإلكترونية وصناعة وسائل الاتصال والصناعات الفضائية.
· إنتاج صناعي يشغل نسبة مهمة من السكان النشيطين.
· إنتاج صناعي عالي الجودة ومرتفع القيمة ومكتسح للأسواق العالمية.
· إنتاج صناعي يحقق تصديره عائدات مالية مهمة ويقوي العملة النقدية الوطنية-الين-.
· إنتاج صناعي يتمركز على سواحل القسم الجنوبي الغربي من البلاد في مجمعات صناعية ضخمة ك-كيوشو+شيكوكو+أوساكا+يوكوهاما...
· إنتاج صناعي مقدم من قبل الشركات الصناعية الكبرى المندمجة في إطار التجمعات الضخمة تسمى الزايباتسو.
2) العوامل المتحكمة في قوة الصناعة اليابانية.
ü العامل التنظيمي: يتجلى في المجهودات التي تقوم بها الدولة لتنمية الصناعة من خلال تشجيع البحث العلمي+ دعم المقاولات ماليا وضريبيا+ تشجيع التنسيق والتعاون بين المقاولات الصناعية + انجاز البنية التحتية الطرق والقناطر.والموانئ الكبرى...
ü العامل الرأسمالي: تتبنى اليابان النظام الرأسمالي القائم على الحرية والمنافسة وغيرها، لذلك اندمجت المقاولات الصناعية في إطار الزايباتسوZaibatsu، وهي مؤسسات موحدة ومستقلة إداريا وماليا تشرف على جميع مراحل الإنتاج والتسويق ومن أهمها سوني+متسوبيشي+طويوطا...
ü العامل البشري: يتجلى في توفر العامل الياباني على خبرة تقنية وعلمية عالية،ويتصف بالانضباط والتفاني في العمل .
ü العامل العلمي: يتمثل في دعم الدولة والشركات للبحث العلمي حيث يخصص له حوالي 60مليار اوروEURO سنويا ،وتتشكل روابط متينة بين المؤسسات العلمية-الجامعات،المعاهد،المدارس،المختبرات...-والمؤسسات الصناعية قصد تجديد المواصفات الفنية والتقنية والنوعية للمنتجات الصناعية لمواجهة المنافسة الأجنبية في الأسواق العالمية.
3) بعض المشاكل التي تواجه الصناعة اليابانية.
· ترتبط الصناعة بالأسواق الخارجية لاستيراد متطلباتها من المواد الأولية وخاصة الطاقية.
· تتمركز المركبات والأقطاب الصناعية في الحزام الجنوبي.
· يسبب التصنيع المكثف تلوثا كبيرا للبيئة البرية والجوية والمحيطية.
· المنافسة الأجنبية في الأسواق العالمية.
II. مظاهر قوة التجارة اليابانية،والعوامل المتحكمة فيها،والتحديات التي تواجهها.
1) مظاهر قوة التجارة اليابانية:
· تمثل صادرات اليابان نسبة 10.5% والواردات 8.9% في التجارة العالمية .
· تمثل المواد المصنعة المصدرة أكثر من 90% وتتكون من الحديد والصلب+الآلات والتجهيزات وسائل النقل كالسيارات والدراجات والسفن والمواد الكيماوية..
· المنتجات الصناعية المصدرة ذات جودة عالية وقيمة مرتفعة وقدرة عالية على المنافسة.
· تستورد اليابان المواد المعدنية والطاقية والمواد الفلاحية بأثمنة تقل بكثير عن قيمة عائدات الصادرات .
· تساهم عائدات التجارة في الناتج الداخلي الخام بنسبة 68 %.
· الميزان التجاري ايجابي بسبب ارتفاع كمية وقيمة الصادرات الصناعية وقلة قيمة الواردات.
· تحتل بورصة طوكيو الرتبة العالمية الثانية بعد نيويورك في المعاملات المالية بنسبة 3215مليار دولار.
· تتوفر اليابان على شركاء تجاريين في جميع أنحاء العالم ،وتتم معظم مبادلاتها مع الأسواق الأسيوية كالصين ودول جنوب شرق أسيا.ثم أمريكا الشمالية،والاتحاد الأوربي،الشرق الأوسط،أمريكا الجنوبية...
· يشغل القطاع التجاري نسبة مرتفعة من السكان النشيطين حوالي 70%،
· تشكل عائدات التجارة الخارجية الدعامة الأساسية للاقتصاد الياباني –الميزانية الوطنية+العملة النقدية،الين،-
2) العوامل المتحكمة في قوة التجارة اليابانية.
ü العامل الجغرافي : تستفيد التجارة اليابانية من موقعها المنفتح على المحيطات،وقربها من اكبر التجمعات البشرية في العالم-الأسواق الأسيوية-،الصين والهند وجنوب شرق أسيا.
ü العامل التاريخي: نهجت إمبراطورية ميجي منذ القرن 19 سياسة التحديث العلمي والصناعي،ساهمت في ظهور برجوازية وطنية كونت شركات صناعية كبرى ،واستفادت من ظروف الحرب العالمية الأولى والثانية .
ü العامل التنظيمي: تقوم الدولة اليابانية بعدة انجازات لتطوير اقتصادها القائم على تصدير المنتجات الصناعية والتقنية،بحيث تدعم البحث العلمي والتقني+تنجز البنية التحتية كالطرق والموانئ الكبرى+تدعم المقاولات بالقروض والضرائب المنخفضة+تحمي السوق الداخلية من المنافسة الأجنبية، وتؤدي هذه الوظائف إلى نمو المقاولات والمؤسسات وخاصة السوكوسوشا-مؤسسات متخصصة في جميع مراحل الأعمال التجارية،بحيث تسوق المنتجات وتستورد المواد الأولية المعدنية والطاقية،وتجمع المعلومات عن أوضاع الأسواق الداخلية والخارجية من حيث متطلبات المستهلكين ونوعية المنافسين وغيرها.
ü العامل البشري: تستفيد التجارة اليابانية من الموارد البشرية المؤهلة علميا وتقنيا والمتفانية في العمل.فنسبة 66.7% من سكان اليابان تتراوح أعمارهم بين 15-65سنة،ويصل أمد الحياة إلى 83سنة.
ü العامل الاقتصادي: تستفيد التجارة من قوة الصناعة اليابانية ومن المؤسسات المالية الكبرى-ابناك وبورصة طوكيو-ومن تعدد وتنوع وامتداد الشركات المتعددة الجنسيات في مختلف أنحاء العالم.
3) التحديات التي تواجهها التجارة اليابانية:
· مشكل التبعية للأسواق الخارجية قصد استيراد المواد المعدنية والطاقية وتسويق منتجاتها الصناعية،ذلك أن اقتصاد اليابان مرتكز على التصدير-تصدير الآلات والتقنيات والبرامج والمعامل الجاهزة-.
· مشكل المنافسة الخارجية من القوى الصاعدة في أسيا كرابطة جنوب شرق أسياASEAN وكوريا الجنوبية والصين...
· مشكل التأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، كالأزمات التي تحدث في البورصات العالمية وتقلبات أسعار المنتجات الصناعية والمواد الطاقية-البترول-والحروب والنزاعات السياسية.
خاتمة: تعتبر اليابان قوة صناعية وتجارية عالمية.إلا أن حضورها السياسي والدبلوماسي الضعيف لحل القضايا السياسية العالمية، يجعلها معرضةلضغوط القوى العظمى المهيمنة على مجلس الأمن الدولي كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وفرنسا... ويسبب ذلك مضايقات متعددة لنموها الاقتصادي الصاعد.
· السوكوسوشا: مؤسسة متخصصة في جميع مراحل الأعمال التجارية،بحيث تستورد المواد الأولية وتجمع المعلومات حول خصائص الأسواق العالمية، وتسوق المنتجات الصناعية...
· الزايباتسو: وهو نوع من التركيز العمودي ،حيث تندمج المقاولات اليابانية في إطار تكتل موحد يشرف على جميع مراحل الإنتاج من مراكز المواد الأولية مرورا بمركبات التصنيع ووصولا إلى الأسواق الداخلية والعالمية ،ومن أهم نماذجها:ميتسوبيشي،سوني،طويوطا،...
· الأزمة الأسيوية: هي أزمة مالية عرفتها أسيا سنة 1997،بسبب انخفاض أسعار البورصة إلى أدنى مستوياتها مما تسبب في مشاكل اقتصادية عميقة لليابان ولكل دول جنوب شرق
0 التعليقات :
إرسال تعليق